لما يحتاج القرآن لتفسير؟
هل على ايام المسلمين الاوائل(الصحابة و التابعين) كانوا بحاجة لتفسير ايضا؟
نعم كانت تشكل عليهم لعض الكلمات ويسألون عنها، وأحيانا كانوا يسألون عن المراد من الآية.
مثل سؤال السيدة عائشة رضي الله عنها الرسول عن قوله تعالى:" الذين يأتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلينا راجعون" هل هم الذين يزنون ولا يصلون؟ فأخبرها الرسول صلى الله عليه وسلم بل هم الذين يصلون ويزكون ولكن يخافون من عدم قبول أعمالهم.
وعندما سأل عمر بن الخطاب لما سمع قوله تعالى :" وفاكهة وأبا" أما الفاكهة فقد عرفناه فما الأب؟
وعندما سمعوا قوله تعالى :"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" فبكى أبو بكر، ولما سأله الصحابة قال أن هذه الآية تدل على اقتراب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
ولا شك أننا أحوج منهم لتفسير القرآن، فهم يفهمون اللغة العربية فهما صحيحا، زد على ذلك أنهم عاصروا نزول القرآن ورأوا كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يطبق ما فيه، ولديهم علم بأسباب النزول والناسخ والمنسوخ، حتى إن ابن مسعود يقول :" ما من آية نزلت في كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت وفيم نزلت ولم نزلت"/
الشق الثاني اجبت عنه
ماذا عن الشق الاول: لما يحتاج القران الى تفسير من الاساس؟ اليس المستهدف عامة النا؟
هل هو منزل بلغة صعبة؟ ام ماذا؟
أولا هناك كلمات استجدت في اللغة بعد الإسلام، وكلمات تغير معناه فعندما أقول الصلاة المعنى الأصلي الدعاء، أما المعنى الإسلامي فهي الصلاة المعروفة.
ليست لغة القرآن صعبة، فالله يقول :"ولقد يسرنا القرآن لذكر فهل من مدكر"، ولكن هذه الآيات نزلت في موقف معين من أين ستعرفه لو لا علم التفسير وبخاصة أسباب النزول.
مثلا هذه الآبة مجملة تقول لك :"وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة" يوجد أمر بإقام الصلاة ولكن ما هي الكيفية يوجد امر بالزكاة لكن ما مقدارها، هنا يأتي دور التفسير سواء كان بقول الرسول او السنة أو المعقول.
أضاف لذلك أن عقول الناس ليست متساوية بدليل فهم بعض الصحابة لآيات وسؤالهم عن آيات.
يعني عندما نقرأ كلنا قصيدة لزهير بن ابي سلمى هل سنفهمها جمعيا فهما صحيحا؟
المفسرون قاموا بشرح الآيات حتى يفهم العامة.
مثلا هذه الآبة مجملة تقول لك :"وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة" يوجد أمر بإقام الصلاة ولكن ما هي الكيفية يوجد امر بالزكاة لكن ما مقدارها، هنا يأتي دور التفسير سواء كان بقول الرسول او السنة أو المعقول.
هنا يمكن سؤالي بالاساس
لماذا لم توضح كيفية اقامة الصلاة و الزكاة بشكل مفصل داخل القران نفسه دون الحاجة الى تفاسير من مصادر خارجه؟
يعني عندما نقرأ كلنا قصيدة لزهير بن ابي سلمى هل سنفهمها جمعيا فهما صحيحا؟
لا و لكن قصائد زهير بن ابي سلمى قد لا تكون موجهة للعامة او بسبب اختلاف اللغة
المفسرون قاموا بشرح الآيات حتى يفهم العامة.
هل تقول ان القرآن غير موجه لعامة الناس و هناك حاجة لوسطاء ليفسروه و يشرحوا معانيه؟
مجهول 2
......................
لماذا لم توضح كيفية اقامة الصلاة و الزكاة بشكل مفصل داخل القران نفسه دون الحاجة الى تفاسير من مصادر خارجه؟
1 {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)}(سورة الأنبياء)
2
السنة تفسر القرآن، لماذا؟
الجواب:
ْقوله تعالى {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)}
و قول النبي ﷺ: {ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه}
السنة وحي مثل القرآن الكريم لكن القرآن كلام الله أما السنة فبعضها كلام الله تعالى وبعضها كلام الرسول صلى الله عليه وسلم [1]
[1]
لا و لكن قصائد زهير بن ابي سلمى قد لا تكون موجهة للعامة او بسبب اختلاف اللغة
هل تقول ان القرآن غير موجه لعامة الناس و هناك حاجة لوسطاء ليفسروه و يشرحوا معانيه؟
عن أي اختلاف تتحدث؟ هي لغة واحدة اسمها العربية
شخص لا يستطيع التفريق بين التواجد والوجود وفهم لمَّا أو لمَا أو معرفة المبتدأ من خبره ولا تمييز التمييز من المفعول به أو الصفة من الحال حتى أنهم لا يعرفون من اللغة إلا قليلا، تريده أن يفهم؟
يوجد أشخاص لا يستطيعون أن يحسبوا المال، فهل الخلل في الرياضيات أم في الناس؟
القرآن المجيد لكل الناس، لكن ليس كلهم يفهمونه وليس كلهم على مستوى واحد من المعرفة فيوجد الذكي والغبي والحافظ والغافل،
الذي يفسر القرآن العظيم يسمى عالم ولا يسمى وسيطا
لا ترمي شبهك هنا وهناك، توجد مواقع متخصصة للرد على أسئلتك وهي مواقع الفتوى[2-3]
[3-2]
لماذا لم توضح كيفية اقامة الصلاة و الزكاة بشكل مفصل داخل القران نفسه دون الحاجة الى تفاسير من مصادر خارجه؟
إذن سيصبح القرآن طويلا جدا جدا، زد على ذلك أن اختلاف العلماء في التفسير فيها رجمة بالمسلمين، فلو أن القرآن لم يحتج لتفسير لأصبحت جميع الاحكام متفق عليها ومعلوم أن ذلك يشق على البعض أنا طبعا لا أتحدث عن الثوابت ولكن الأمور الفرعية.
لا و لكن قصائد زهير بن ابي سلمى
لو قصائد لإليا لما فهمها الجميع ، واخترت زهير لأنه من زمن الفصحاء والبلغاء.
هل تقول ان القرآن غير موجه لعامة الناس و هناك حاجة لوسطاء ليفسروه و يشرحوا معانيه؟
لم أقل ذلك، لكن كما تحتاج من يعلمك القرءاة كما تحتاج من يعلمك الكتابة، تحتاج من يعلمك القرآن ويفهمك معانيه؛ وإلا فإنك قد تفهمه بصورة سطحية أو خاطئة.
لأزيدك من الشعر البيت كانت العلوم كلها متعلقة بالفطرة فلما فسدت الفطرة احتيج إلى تدوين العلوم لتصبح معياىية.
سأعطيك مثلا من الواقع: اليوم تجد شخص لا يحسن اللغة العربية ولا يستطيع إقامة جملة واحدة يقرأ القرآن ويستنبط منه ما يحلو له، وهو جاهل باللغة وجاهل بالحديث؛ فتفسير القرآن هو يجعلنا نرد عليه بكلام علماء موثوقين.
ومثلا اليوم تجد كثيرين يقولون لك لا يكلف الله نفسا إلا وسعها عندما تطلب منه مثلا الصلاة، فهو يرى أنه من الصعب عليه الصلاة.
هنا يأتي دور التفسير الآية واضحة الدلالة والمعنى الذي استنبطوه صحيح، لكن ماذا عن سبب النزول؟
سبب نزول الآية هو الآية إن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله"، ومعناها أن الله يحاسب على الخواطر، فلو فكر إنسان في القتل سيحاسب على التفكير، ولما نزلت الآية شق الأمر على الصجابة ولكن قالوا سمعنا وأطعنا، ثم أنزل الله لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، فمعناه لن يحاسبكم اللخ على الخواطر فلن تطيقوا ذلك وهو فوق احتمالكم.
هل رأيت كم كتبت لشرح تلك الآية مع وضوحها؟
إذن سيصبح القرآن طويلا جدا جدا، زد على ذلك أن اختلاف العلماء في التفسير فيها رجمة بالمسلمين، فلو أن القرآن لم يحتج لتفسير لأصبحت جميع الاحكام متفق عليها ومعلوم أن ذلك يشق على البعض أنا طبعا لا أتحدث عن الثوابت ولكن الأمور الفرعية.
هل الرحمة بكثرة التفاسير؟ ام المفترض النص فيه الرحمة و عدم المشقه؟
لم أقل ذلك، لكن كما تحتاج من يعلمك القرءاة كما تحتاج من يعلمك الكتابة، تحتاج من يعلمك القرآن ويفهمك معانيه؛ وإلا فإنك قد تفهمه بصورة سطحية أو خاطئة.
بما ان القران مكتوب بالعربية و هو موجه لعامة الناس و مكتوب بلغة واضحة اذا فالمفترض لمن يجيد العربية و ذو ذكاء متوسط ان يفهمه بدون وسطاء الا لربما في حالات ضيقة جدا
لأزيدك من الشعر البيت كانت العلوم كلها متعلقة بالفطرة فلما فسدت الفطرة احتيج إلى تدوين العلوم لتصبح معياىية.
ما هي الفطرة بالاساس و متى فسدت؟
هنا يأتي دور التفسير الآية واضحة الدلالة والمعنى الذي استنبطوه صحيح، لكن ماذا عن سبب النزول؟
رجعنا للنقطة الاولى اي عن سبب حاجة القران لمصدر خارجي لتفسيره
القرآن الكريم هو كتاب الله المعجز الذي لا يخلق على الرد، فهو معجزة خالدة، لذلك عندما تقرء الآية كل يوم تجد معنى جديدا لا يضاد المعنى الأول لكن يزيده وضوحا، وهذا ما يجعل الناس لا تمل بقراءته.
يقول الشاطبي عنه :
وترداده يزداد فيه تجملا.
الفطرة اللغوية التي كانت تجعل العرب يرفعون المبتدأ دون دراسة وفسدت بالاختلاط بالأعاجم.
وفي عصرنا هذا نحن احوج لتفسير، فنحن أصلا لا نفهم العربية، ولا نعرف البلاغة ولا نجيد النحو ولا الصرف، فهل نحن سنفهم القرآن بمفردنا، ونحن لا نحسن كتابة همزات القطع والوصل اصلا!
يمكن لكل إنسان أن يفهم القرآن بمفرده حسب ما آتاه الله من قدرة وذكاء ولكن ربما يفهمه فهما خاطئا.
بالمناسبة أخي الكريم أنا غير متخصصة وكلامي هو من حصيلة دراستي في الأزهر، فإن كان لديك التباس فأنت بحاجة لعالم يرد عليك، ويمكنك أن تسأله عما تريد.
والله يوفقنا وإياكم.
وفي الحالتين يجب الإيمان به، والدين ليس بالرأي وإنما بالوحي من عند الله، وعدم إدراكنا لعلة الشيء لا يقدح فيه، وإنما يقدح فينا
وكذلك ما رواه روى البخاري: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كان عمر يُدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وَجَد في نفسه، فقال: لِمَ يدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه ممن قد علمتم، فدعاهم ذات يوم فأدخلني معهم، فما رأيتُ أنه دعاني فيهم يومئذ إلا ليُريهم، فقال: ما تقولون في قول الله، -عز وجل-: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ؟ فقال بعضهم: أمرنا أن نَحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفُتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئًا، فقال لي: أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا، فقال: ما تقول؟ فقلت: هو أجلُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعلمه له، قال: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ فذلك علامة أجلك، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا فقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: لا أعلم منها إلا ما تقول، تفرد به البخاري([2]).
وقد اشتهرت سؤلات نافع بن الأزرق لابن عباس رضي الله عنه في القرآن، وكان يسأله أسئلة كثيرة جدا.
ولا ننسى أن تفسير القرآن هو سبب نشأة علم البلاغة عندما سئل أبو هلال العسكري عن قوله تعالى :"أذلك خير نزلا ام شجرة الزقوم إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين"
فقيل له كيف يشبه الله طلع يعني ثمار شجرة الزقوم وهي مجهولة برأس الشيطان وهي مجهولة أيضا ، فهنا لم يتضح المعنى؟
فتدبر أبو هلال وقال أنها تشبه قول امرئ القيس:
ايقتلني والمشرفي مضجاعي......ومسنونة زرق كأنياب أغوال
فشبه سيوفه الزرق المسنونة بأنياب الغول وهو مجهول ليلقي الرعب في نفوس عدوه.
والامثلة كثيرة جدا.
التعليقات