مرت علينا في الآونة الأخيرة الكثير من الأحداث والتي لن نصفها إلا بالبائسة, مما أثر علينا بالسلب, كل شيء يسير في عكس ما نريد ولا يوجد من يستطيع ايقاف الجناة, رأينا الأشلاء وانهرنا بالدموع, ومنا من اعتاد الأمر ولم يبك ولم يبتسم أيضًا, أحقًا نستحق أن نفرح بعد كل هذا؟ ما الذي يجبرنا؟ أهو الأمل! لكننا مللنا من تكرار كلمات ذات فحوى فارغ؛ كنا نأمل كثيرًا, وها هو الواقع, ليس فيه انتصار إلا للشر, بحقٍ ما الذي يمكن أن نبتسم لأجله في العيد!

الآن, عليك ان تنظر إلى الأمر من جهة مختلفة,

فمادمت تنظر يا صديقي الى الأمور بتلك النظرة, فلن تجد إلا الكآبة واليأس, وليس ثمة مكان في هذا العالم لمن تملك اليأس قلبه.

أيها الناس, انطلقوا في الدنيا انطلاق الأطفال يُوجدون حقيقتهم البريئة الضاحكة, لا كما تصنعون إذ تنطلقون انطلاق الوحش يوجد حقيقته المفترسة.

لابد أن تبتهج, لأجل كل شيء, أتدري؟ في ابتهاجك انتصارًا ما, أخوتك المسلمين في كل مكان بائسون, هل تجعل يومهم هذا بائسًا أيضًا, هل قد حُرمت عليهم الفرحة ! فلتبتسم يا هذا استعد لهذا اليوم من الآن, وعليك أن تعرف أن العيد:

إنما هو المعنى الذي يكون في اليوم لا اليوم نفسه, وكما يفهم الناس هذا المعنى يتلقون هذا اليوم؛ وكان العيد في الإسلام هو عيد الفكرة العابدة.

فلنفهم اليوم كما كان إذًا, حتى نستقبله ونلتقيه كما ينبغي علينا أن نفعل, وليس من الجميل أن نستقبله بشفاه ملتوية عابسة, فلنخرج فرحين؛

فالعيد صوتُ القوة يهتف بالأمة: أخرجي يومَ افراحك, أخرجي يومًا كأيام النصر .. وحي القلم, الرافعي

أليس في اجتماع الأمة كلها -ولو يومًا- ولكل تكبيرة رجت الأماكن واستقرت بالقلوب , والتقاء الجميع ولتبادل التحيات والسلام, علينا أن نبتهج؟

ليكن إذًا عيدًا للمحبة, فنحن -ولأجل كل البؤس- نستحق يومًا مختلفًا .. أليس كذلك؟