كنت في يوم من الأيام تقليدي جداً، كبرت في عائلة تعتبر أفضل الناس هي المشايخ أمثال البوطي والنابلسي وكفتارو.

مع الوقت، تركت جامع أبو النور (أتباع كفتارو) بسبب التخبيص الذي رأيته. انصدمت بكذب ولف ودوران البوطي، وبانعدام الدقة والعلمية في كلام النابلسي. والكثير من العلماء المعروفين يسقطون واحداً تلو الآخر.

أتخيل هذا الكلام حدث -ومازال يحدث- مع أعداد ضخمة جداً من الشباب والبنات.

سقوط أشخاص كهؤلاء، واكتشاف أفكار خاطئة كانت النفس معتاداً عليها، تبدأ بزعزعة الاستقرار الديني في داخل الإنسان. يبدأ بالتساؤل عن أمور أخرى بسيطة، ثم أكبر وأكبر، إلى أن يصل إلى التشكيك وإعادة التفكير بكل شيء.

وما يواجه ملايين الناس مثلنا، أن هناك ملايين الناس الآخرين الذين لم يصلوا الى هذه المرحلة، لسبب أو لآخر. وهنا يحدث تصادم، فالتقليدي يتهم ويخلط ما بين هذا الشخص الذي يحاول البحث عن الحق، وما بين مفسدين لديهم اهدافهم الخاصة.

والخلط الثاني يكون عندما يقول هذا التقليدي، أنك تجهل أساسيات وأصول الدين والفقه، وأن هناك من هو أعلم بها منا. وكأننا مراهقين نريد أن نثور على كبارنا لمجرد الثورة. لا يعرفون أننا بدأنا أساساً من اعطاء زمام الامور لمن هو أعلم منا، ثم خرجنا عنهم لما رأيناه من مصائب وتخبيص.

ونقف حائرين أمام مجموعة كبيرة من الأسئلة:

هل أسلم زمام الامور لشخص آخر؟ هل التبعية هي الحل أساساً؟

هل أقضي حياتي في البحث الذي لن ينتهي عن الأجوبة؟ وماذا ان تهت لوحدي؟

هل أتحدث برأيي رغم ما سألقاه من شتائم بأني غير عالم؟ وكأن الشيخ الذي سقط من عيني كان أجدر بالحديث، وهو قد أضاع الملايين. هل سكوتي هو كشيطان اخرس، يدع الناس لا ينتبهون لأخطاء غيري؟

الموضوع يطول، ولكن هذه مجرد نافذة صغيرة إلى وضع الكثير من الناس، الذين اكتشفوا أن القاعدة التي كانوا يقفون عليها صارت هباءاً منثورا.