عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ما النجاة؟

قال صلى الله عليه وسلم: (أمسك عليك لسانك و ليسعك بيتك و ابك على خطيئتك).

رواه الترمذي في سننه

فأما قوله صلى الله عليه وسلم: "أمسك عليك لسانك"

فهي نصيحة منه صلى الله عليه وسلم بتقليل الكلام إلا في خير، قال الله تعالى: "ما يَـلفظ من قول إلا لدَيه رقيب عتيد" وذلك لما للسان من خطورة وفي البخاري: "إن العبدَ ليتكلم بالكلمة من سَـخط الله لا يُـلقي لها بالاً يَـهوي بِها في جهنم".

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "وليسعك بيتك"

قال الطيبي : إرض بما قسم الله لك من الزوجة والولد والرزق والسكن ....وغير ذلك من متاع الدنيا، وانظر إلى من هو أعلى منك في أمر الدين، وإلى من هو أدنى منك في أمر الدنيا، لئلا تزدريَ نعمة الله عليك.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "وابكِ على خطيئتك"

فمعناه اندم على ما عملته من الذنوب والخطايا ثم اشتغل بإصلاح نفسك وتهذيبها، فلو اشتغل كل عبد بمراقبة نفسه بدلاً من تتبع عيوب غيره لكان في ذلك صلاحه وصلاح أهله وأمته، وأما أن يتتبع العبد عورات المسلمين وعيوبهم وينسى نفسه دل هذا على عدم توفيقه وكان فى شر عظيم.

والحمد لله رب العالمين،

وصلى الله على نبينا محمد وآله أصحابه وسلم