سؤال في قصة إنشقاق القمر

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

فيما يخص الروايات المتعلقة بالمعجزات ، فإنها معجزة لمن كان شاهداً عليها، أو لمن وصلته بالتواتر، أما من وصلته آحاداً، فتبقى خبراً بغلبة الظن، ولا تمثل بالنسبة لنا إلا مجرد خبر وقصة للاستئناس إن كانت بسند صحيح، وإلا فلا عبرة فيها إن كانت بسند ضعيف.

وينبغي من المسلم أن لا تأخذه الحماسة عندما يقرأ عن معجزات أن يبادر لنشرها بحجة أنه يثبت للمنكرين صحة الإسلام، لأن الإيمان بالله وبرسوله وبقرآنه يجب أن يكون عقلاً وليس نقلاً ، وما أن يؤمن بهم،فيكون الإيمان بما جاؤوا به من نقل طبيعياً وتحصيل حاصل.

بمعنى أنه من آمن أن الله موجود وآمن أنه أرسل محمدً رسولاً للعالمين، وأنزل عليه كتابه وهو القرآن الكريم، حينها وجب عليه الإيمان والتصديق بكل ما أتوا به، فإن ذكر القرآن أنه انشق القمر فوجب التصديق دون محاولة تبرير ذلك بالعلم، وإن ذكر لنا أنه جعل أهل الكهف ينامون ثلاثمائة عام فوجب التصديق، دون البحث علمياً كيف استطاعوا أن يبقوا كل هذه المدة بدون طعام وشراب و...الخ.

فهل سجلت اي من هذه الحضارات إنشقاق القمر ؟

هذه تحتاج معلومة من تلك الحضارات إن كانوا شهدوا ذلك أم لا، لكن كما ورد بالنقل أن أناس متفرقون قد شاهدوه إذا فهو حدث عام وليس خاص بأشخاص دون غيرهم.

وسؤال اخر , هل يوجد تفسير اخر لأية إنشقاق القمر "إقتربت الساعة وأنشق القمر " , غير التفاسير التي تحكي عن حدوث هذه المعجزة

التفسير له أصول وقواعد يبنى عليه التفسير، وتختلف من مفسر لآخر، شريطة أن لا يكون التفسير خاضع للعقل والرأي بشكل محض ، وإنما يجب الإحاطة بأسباب النزول والسيرة وعلم الحديث واللغة العربية وغيرها، يضاف إليها ما يستجد من علم ووقائع.

خذ مثال:

( أَفَرَ‌أَيْتُمُ النَّارَ‌ الَّتِي تُورُ‌ونَ ﴿٧١﴾ أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَ‌تَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ ﴿٧٢﴾ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَ‌ةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ ﴿٧٣﴾ ) سورة الواقعة

فيما مضى كان تفسير أن النار متاع للمقوين أي أن النار كانت من ضمن حاجة المسافرين أثناء سفرهم

أما الآن هناك من يفسرها أن النار رمز للطاقة وقد تعني البترول أو الكهرباء أو الحرارة وكيف أنها متاعاً للمسافرين أي أن الطاقة هي من تحرك الطائرات والسفن والمركبات لتنقل المسافرين

هذا التفسير لم يخطر على بال الأولين لأنه لا وجود لوسائل النقل التي تعمل بالوقود