"فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثۡنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۖ" ولأن الرجل يستطيع أن ينكح اكثر من امرأة في وقت واحد , والعكس غير صحيح, فليس الذكر كالأنثى , والأمر في الآية الكريمة للإباحة والتخيير وليس إلزام, والعدد يرد في الآية الكريمة بطريقة قرآنية فريدة تحمل معناً وبياناً حكيماً تتطلب منا تدبرا وفهماً عن الله تعالى , 

لذلك ارجوا من العقلاء واهل الفهم والبيان ... أن ينظروا في هذه الرؤية القرآنية الخالصة من شوب التخليط والتقليد الأعمى للأولين والأخرين ... ولكنها تنبع من كتاب الله تعالى والسنة الصحيحة وتجتهد في الوصول لحقيقة المعنى وتمامه في النص القرآني المعجز ... 

هذه النظرة الجديدة ,, تعيد طرح قضية التعدد من خلال وعي وفهم للقرآن الكريم والسنة النبوية من خلال النص نفسه ... ومن خلال المنهج الذي دلنا عليه القرآن الكريم وميزانه القويم ,,, وكان هادينا ودليلنا وإمامنا خلال رحلتنا المباركة في رحاب القرآن الكريم والسنة النبوية ,,, وأتمنى من كل الناظرين في هذه النظرة الجديدة أن ينظروا إليها بعلم وحلم ... وأن يكونوا على مستوى الحوار الهادف ,,, والمجادلة بالتي هي احسن ,,, حتى نهتدى للحق في هذه القضية بدون تعصب ولا تشنج ولا اعتداء ,,, مع احترامنا وتقديرنا لكل العلماء والمفسرين الذين اختلفنا معهم في هذه المسألة ,,, ولا نقصد من وراء هذا الطرح الطعن فيهم أو القدح أو التقليل من شأنهم ... 

أقول مستعينا بالله تعالى وبحوله وقوته ... أن الآية الكريمة تطلق العدد في تعدد الزوجات بغير حد معين ... فالآية الكريمة ترد في صيغة ونسق عموم لا يخفي على الناظرين إليها ... انظر " "فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ " فهذا عموم مطلق من كل قيد ... وإباحة من غير تحديد ... أما الأعداد الواردة بعد ذلك البيان العام فليست تخصيصا لهذا العموم ولا تقييدا له ... وإنما هي تأكيدا وتبيانا لهذا العموم المطلق ... من باب الامتنان والتخفيف وليس الحصر والتقييد ....

ونضرب لهذا البيان مثلا ... إذا قال رئيس العمل للعامل متى انتهيت من عملك ... فانت حر طليق ولا حرج عليك فيمكنك العودة لبيتك و الذهاب إلى النادي ... و إلى السوق لتشتري أغراض البيت ... و زيارة بعض أصدقائك ... فهل فهمت من كلام هذا المسئول انه يحدد للعامل هذه الخيارات الأربعة فقط ولا يجوز له تركها أو تبديلها أو الزيادة عليها ؟ طبعا لا .... 

إنما الفهم الصحيح لكلام رئيس العمل ... انه إنما أراد التأكيد على حرية العامل في الاختيار ولا يقصد تقييد حريته بهذه الخيارات التي طرحها عليه ... 

وهكذا نفهم سياق الآية الكريمة التي نحن في رحابها ... فالعدد المذكور في الآية الكريمة تأكيد على هذه الإباحة ... " مَثۡنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۖ"" اثنين اثنين ... وثلاث ثلاث وأربعة أربعة ... وكلها معطوفة على بعضها بواو الجمع ... ولم ترد بنسق  مَثۡنَىٰ أو َثُلَٰثَ أو َرُبَٰعَۖ" ... فمن أين هذا التحديد بأربعة زوجات فقط؟

والسنة النبوية تؤيد هذا المفهوم للتعدد ... فكما ورد أن النبي عليه السلام عقد على ثلاثة عشر امرأة وتزوج بتسع زوجات ... وكن على ذمته حتى توفاه الله تعالى ولحق بالرفيق الأعلى ... 

أما الدعوى بأن هذا التعدد النبوي للزوجات من خصائصه وخصوصياته عليه السلام ... فهذا ليس عليه دليل من القرآن الكريم ولا من السنة النبوية ...

يتبع...