عندما نتابع أخبار الأقدمين ونقرأ عن تصرفاتهم وسياساتهم وحسن تقديرهم للأحداث ودقة حكمهم على صفات الناس وفراستهم وبلاغتهم وكلامهم المحكم! نتعجب عندما نرى أننا بعد مرور عديد من القرون نادراً ما نرى مهارة وحسن تصرف كمهارتهم.

نحن نستمع مثلاً لخطب السياسة ونرى كيف تدار الشعوب ونقارن الحاضر بالماضي فتربح شخصيات الماضي.

نحن نقرأ مثلاً عن أخلاق الجيرة قديماً والتعاملات اليومية بين الناس، ونرى في الحاضر أن حالنا لم يصبح أفضل بل صار أردأ.

من المفترض أن الإنسان يتطور عقلياً والحضارة تهذب النفوس وتضيف إلينا أرصدة من الخبرات الكثيرة، لكن مع ذلك نرى العكس؛ فالجرائم موجودة بكثرة والأخلاق لم تتحسن، وما زالت الحكمة نادرة الوجود.