لي صديق يحب البحث عن الفرص الاستثمارية وينتهزها، وعثر على شركة محترمة يديرها شخص مرموق مجتمعياً، من الأشخاص الذين يحضرون دائماً الفعاليات المجتمعية وشبكة علاقاته كلها بعيدة كل البعد عن أي عمل مشبوه أو غير مسؤول.
من محبة هذا الصديق لأقاربه أخبرهم بفرصة المشاركة بهذه الشركة لأنه يرى أن الخير الذي يعم أفضل من الخير الذي يخص، وأن البركة في المال تزيد عندما يساعد الغير، ورغم أن صديقي أنفق شهور من وقته في التقصي والبحث عن هذا الاستثمار، إلا أنه في النهاية أفلست الشركة وتم القبض على مديرها وضاعت أموال المساهمين وهو منهم. توجه أقاربه باللوم عليه لأنه هو من أخبرهم عن هذه الفرصة رغم أنه قال لهم من البداية أن أي استثمار معرض للخسارة.
تمر أمامنا أحياناً فرص استثمارية تبدو جيدة نرغب أن نخبر المقربين بها، وكل من يعرف الاستثمار يعلم أن هناك نسبة مخاطرة تزيد وتنقص حسب الظروف؛ فمن يفتتح مشروع قد يخسر، وحتى من يحتفظ بأمواله في البنوك قد تتناقص قيمتها بسبب التضخم، لكن رغم علمنا بمخاطر الاستثمار عند مواجهة الواقع نجد أغلب الناس يرفضون الخسارة.
التعليقات