ما أغرب أن يتقاتل الناس عقودًا من أجل قضية لا يعرفون أصلها، ولا يستفيدون من نهايتها.

يتوارثون الكراهية كما يتوارثون أسماءهم، يرفعون الشعارات نفسها التي رفعها أجدادهم، دون أن يسأل أحد:

من المستفيد فعلًا من هذه النار؟

في كل زمن، يظهر من يملك القدرة على تحويل الاختلاف إلى معركة. يلوّح بالمقدّس، فينقاد له العوام بإيمان صادق، وجهلٍ أصدق.

من هناك تبدأ الحكاية القديمة:

الناس تموت دفاعًا عن راية لا تعرف من صنعها، ويُدفن العقل باسم الولاء.

لم يكن الدين يومًا هو المشكلة، بل العقول التي أغلقت أبوابها وفتحت أفواهها للشعارات.

وما أسهل أن تُقاد الجماهير حين تخلط الإيمان بالطاعة، والعاطفة بالعقيدة.

التاريخ لا يُعيد نفسه؛ نحن من نعيد الغباء نفسه كل جيل، بنفس الأناشيد، وبنفس الحماس، وبالنتيجة نفسها ،رماد جديد يغطّي أطلال وعيٍ قديم.