في بيئات العمل الحديثة، أصبح الانشغال المستمر علامة على "الجدية" والالتزام. الموظف الذي يعمل ساعات أطول غالبًا ما يُنظر إليه على أنه الأكثر تفانيًا، حتى وإن لم يكن الأكثر إنتاجية.

لكن الحقيقة مختلفة:

العمل لساعات أطول لا يعني إنتاج أكثر، بل في كثير من الأحيان يؤدي إلى انخفاض العائد.

الدماغ البشري لم يُصمم لجلسات معرفية مطولة؛ التركيز المتواصل ينهك الذهن ويجعل الأخطاء أكثر شيوعًا.

ما يبدو "تفانيًا" في الواقع قد يكون إدارة سيئة للوقت، أو ثقافة تمجّد الانشغال بدل الكفاءة.

وهنا يظهر الخلط بين الحركة و التقدم:

يمكن أن تملأ يومك بالمهام الصغيرة بلا توقف، لكن في النهاية لا تُحرز تقدمًا حقيقيًا.

بينما بضع ساعات من العمل العميق المركّز قد تحقق نتائج تفوق أسبوعًا كاملًا من "النشاط المفرط".

سؤالي للنقاش:

هل جربت في عملك أو دراستك أن تنجز في 3 ساعات مركّزة أكثر مما أنجزته في يوم كامل من التشتت؟

وهل تعتقد أن ثقافة الشركات والمدارس في عالمنا العربي تشجع على الكفاءة، أم على مجرد الحضور والانهماك؟