كان لي زميلة في منتصف العشرينات تؤجل شراء حذاء جديد رغم تمزقه لأنها ترسل مبلغًا شهريًا لوالدتها لمساعدتها في مصاريف المنزل تعمل في أكثر من وظيفة بدوام جزئي وتعيش على الحد الأدنى تُخفي تعبها وضعفها حتى لا تُقلق والدتها وتستمد صبرها من حبها لها وشعورها بالواجب تجاهها لم يكن ما تفعله بطولة ولا دراما بل كان امتدادًا لما يفعله كثيرين من حولنا أولئك الذين يضعون أنفسهم في المرتبة الأخيرة فبر الوالدين ليس محل نقاش لكن البر لا يعني أن نحرق أنفسنا أن نستدين لنمنح أن نؤجل احتياجاتنا الأساسية فقط لنبدو أمامهم أبناء صالحين كثيرون يعيشون هذا الصراع يوميًا بين قدرة محدودة وواجب لا يقبل التأجيل بين قلب يريد أن يعطي وجيب فارغ لا يستطيع رأيت أصدقاء يعملون ليل نهار ويسكتون على تعبهم النفسي والجسدي فقط لأن الأهل لا يعرفون حجم الضغوط وآخرين قرروا أن يضعوا حدودًا فواجهوا صمتًا باردًا أو كلمات قاسية من أقرب الناس شاركونا بآرائكم وتجاربكم الواقعية
نُقدّم المساعدة للأهل رغم قلة الإمكانيات أم نعتذر؟
الوالدين هم أغلى ما نملك، وحقهم علينا كبير لا يُقدّر بثمن، ومن أجلهم يستمد الكثيرون قوتهم وصبرهم رغم كل الصعاب. البرّ لهم واجب مقدس، لكن الحب الحقيقي يبدأ من أن نعتني بأنفسنا لنستمر في العطاء لهم بكل إخلاص. عندما نحب أنفسنا، نصبح قادرين على حبهم ورعايتهم بشكل أفضل. فلتكن قلوبنا ملاذًا لهم، وأيدينا قوية تحملهم برحمة وحكمة. الله يرزقنا القوة الدائمة لنكون لهم السند والراحة، ويجعل طاعتهم طريق سعادة لقلبنا.
صحيح أحيانًا ننسى أنفسنا تمامًا ونحن نحاول أن نرضي والدينا ونكون بجانبهم دائمًا وهذا نابع من حب كبير لكن الحقيقة أن الإنسان إذا أهمل نفسه سيتعب ومع الوقت لن يستطيع أن يعطيهم كما يريد لذلك حب النفس ليس أنانية بل هو خطوة مهمة حتى نقدر نستمر ونقدم لهم الرعاية والحنان بكل طاقة وصدق وكلما كنا مرتاحين داخليًا سنكون أقوى لهم وسندًا حقيقيًا
التعليقات