تحدث الحياة أحيانًا مواقف تضعنا في اختبارات حقيقية لمبادئنا قبل مشاعرنا تجد نفسك أمام حقيقة صادمة صديق مقرب يرتكب خيانة بحق شخص آخر لا يعلم شيئًا سواء كانت خيانة عاطفية أو خيانة للثقة أو موقفًا غير أخلاقي وهنا يبدأ الصراع الداخلي هل تتدخل وتكشف الحقيقة لأنك ترى أن الصمت مشاركة في الظلم أم تختار الابتعاد وترك الأمر للزمن خشية من عواقب المواجهة أو حفاظًا على علاقتك بهذا الصديق أتذكر موقفًا واقعيًا حدث مع إحدى صديقاتي اكتشفت أن صديقتها المقربة تخون ثقة فتاة أخرى كانت تعتبرها أختًا لها وكانت حائرة بين أن تفضح الأمر أو أن تبتعد بهدوء حتى لا تكون سببًا في خراب العلاقة أو إيذاء أحد وفي النهاية قررت أن تبتعد دون أن تتدخل لكنها أخبرتني لاحقًا أنها كانت تشعر بالندم في كل مرة ترى فيها الفتاة المخدوعة تبتسم بثقة لا تعلم أنها مزيفة من وجهة نظري أؤمن أن الموقف لا يحتمل قاعدة ثابتة لأن التدخل قد ينقذ طرفًا بريئًا لكنه قد يحطم علاقات ويمزق الثقة في آن واحد والصمت قد يحفظ هدوء اللحظة لكنه قد يترك جرحًا عميقًا في الضمير إذا تطورت الأمور للأسوأ ما رأيكم أنتم لو كنتم في هذا الموقف الصعب هل تختارون المواجهة أم الصمت؟ ولماذا؟ شاركوني بآرائكم وتجاربكم
لو اكتشفت خيانة صديق مقرب لشخص آخر هل تتدخل وتكشف الحقيقة أم تبتعد وتترك الأمر للزمن؟
الأستاذ بندر الفاضل
كلماتك أثرت فيّ بصدق ولامست عندي المعنى الحقيقي للحوار الناضج الذي لا يُقصد به الغلبة بل يُراد به التلاقي والتكامل
حين نكتب لاختبار الفكرة لا لفرضها وحين نقرأ بنية الفهم لا الرد نصل إلى هذا النوع من التبادل الرفيع الذي يترك فينا أثرًا لا يُنسى
ما تفضلت به في ردك ليس مجرد إشادة بل هو امتداد كريم لفكرة صادقة ونبل يُترجم على هيئة كلمات تُحسن الظن وتُحسن القراءة
نعم كما قلت الصدق مسؤولية والصمت وعي والمواقف الأخلاقية ليست صراعًا على الصواب بل امتحان للنية والقدرة معًا
أشكرك من القلب على هذه المساحة التي منحتها للحقيقة أن تتنفس
وللكلمة أن تحمل المعنى دون أن تتورط في الصخب
كل الاحترام والتقدير لشخصك الواعي وأسلوبك الذي يشبه الحكمة حين تمر بهدوء لكنها تترك أثرًا عميقًا
الأستاذة الكريمة،
ما كتبتيه لا يُقرأ فقط بل يُشعر وأعترف أني توقفت طويلًا أمام كل جملة، ليس إعجابًا باللغة فحسب، بل لأن كل كلمة بدت كأنها تخرج من مساحة صفاء داخلي وفهم حقيقي لطبيعة الحوار وأهدافه.
نعم، حين نتحرر من وهم الغلبة ونكتب لنختبر الفكرة لا لنُثبتها، نصبح شركاء في صناعة وعي مشترك، لا خصومًا في حلبة صراع لا منتصر فيها.
ما تفضلتِ به من لطف ووعي واحتفاء ليس امتدادًا لحديثي، بل هو إضافة راقية أعادت ترتيب المعنى في سياقٍ أكثر جمالًا وعمقًا.
أشكرك على القراءة التي لم تكتفِ بالفهم، بل أحسنت الظن، وعلى الرد الذي لم يكن ردًا بقدر ما كان رسالة.
ويسعدني أن يكون حضوري ترك هذا الأثر، فالنية كانت دائمًا أن أكتب بما يشبهني
التعليقات