كثيرًا ما نسمع المثل الشعبي الأقارب عقارب وكأنه خلاصة تجارب مريرة مر بها البعض ممن اقتربوا أكثر مما ينبغي ثم تلقوا طعنات لم يتوقعوها فالمفارقة أن صلة الرحم التي أمرنا الله بها وجعلها من أعظم القرب تكون أحيانًا مصدرًا للألم بدلًا من أن تكون سندًا بعض الخلافات تبدأ بأمور بسيطة ميراث زواج أو حتى اختلاف في الرأي ثم تتضخم لتتحول إلى قطيعة طويلة أو أذى مباشر قد يكون بالكلام الجارح أو التدخل في الخصوصيات أو حتى بالحسد والتقليل من النجاح بدلًا من الفرح به والدعاء له بالبركة تفصيلة صغيرة من حياة شاب ظن أن العائلة هي درع الأمان شاب بدأ مشروعًا صغيرًا في قريته بعد سنوات من التعب والسعي احتاج إلى شريك يثق به فاختار ابن خاله ليكون معه في إدارة المشروع لأنه ظن أن الدم لا يخون ومع مرور الوقت بدأ يلاحظ تلاعبًا في الحسابات وسرقة هادئة للأرباح وحين واجهه بالأدلة أنكر ذلك واتهمه بسوء الظن ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل انتشرت الشائعات بين الأقارب أن هذا الشاب طماع ولا يريد الخير لابن خاله مما أثر على سمعته داخل العائلة وأصابه بالإحباط النفسي حاول مرارًا أن ينهي الخلاف دون فضائح لكنه اضطر في النهاية لإغلاق المشروع بالكامل وكان الدرس قاسيًا ليس لأنه خسر المال فحسب بل لأنه أدرك أن من طعنه في ظهره كان من دمه شاركونا آراءكم متى تكون صلة الرحم واجبة ومتى يصبح الابتعاد عن بعض الأقارب ضرورة لحماية النفس؟
صلة الرحم ولسعات الخلاف… متى يتحول الأقارب إلى "عقارب"؟
صلة الرحم أمر عظيم في ميزان الإسلام، وقد شدد عليها النبي ﷺ حتى جعلها سببًا في بسط الرزق وطول العمر. لكن هذا لا يعني أن الإنسان مطالب بأن يعرّض نفسه للأذى أو الإذلال تحت شعار "صلة الرحم". الدين جاء ليُكرم الإنسان ويحميه، لا ليجعله ضحية ، في حالات يكون فيها الأذى مستمرًا ومقصودًا، يصبح "الابتعاد المؤدب" ضرورة لحماية النفس والكرامة. ليس قطيعة، بل نوع من الوقاية. يمكن للمرء أن يحافظ على الحد الأدنى من التواصل – كسؤال في المناسبات، أو دعاء في الغيب – دون أن يُلقي بنفسه في دوامة الاستغلال أو الإحباط.
الخلاصة: صلة الرحم واجبة حين يكون فيها خير أو احتمال خير، أما إذا تحولت إلى مصدر دائم للألم والضرر، فهنا يصبح حفظ النفس أولى، شرط أن يتم ذلك بدون بغضاء أو فضائح. ليس كل من يشاركنا الدم يستحق أن يشاركنا الطريق.
أرى أن كلامك يحمل الكثير من الحكمة والواقعية لأن صلة الرحم في أصلها دعوة إلى التراحم والتواصل لا إلى الأذى أو الهوان والحفاظ على النفس لا يتعارض مع تعاليم الدين بل هو جزء من احترام الإنسان لكرامته وحدوده لذلك أؤمن أن صلة الرحم لا تعني بالضرورة الانغماس الكامل بل يمكن أن تكون على قدر الطاقة والاحترام المتبادل كلمة طيبة سؤال عابر دون السماح بتجاوز الحدود أو التسبب في ألم متجدد في النهاية نحن مطالبون بأن نكون رحماء بالناس ورحماء بأنفسنا أيضا
التعليقات