السعادة سؤالٌ عميق يشغل بال الإنسان منذ القدم، ونتساءل: هل سرها في أيدينا نحن؟ هل نملك مفاتيحها لنفتح بها أبواب الفرح والرضا؟ أم أنها تتبع تقلبات الحياة وظروفها، وربما تعتمد على مساعدة الآخرين لنا لنبلغها؟
سيصيبنا الفرح يوماً
اشعر اننا نحتاج للتفرقة بين السعادة وبين ذلك الشعور بالانبساط والذي يحدث عند تناول الطعام المفضل أو عند الزواج ،النجاح .. الخ
فهذه مجرد لحظة من الانبساط تخفت بعد دقائق او ساعات او حتى ايام فلا اعتبرها سعادة .
قال الرسول ﷺ
مَن أصبحَ منكم آمنًا في سربِهِ ، مُعافًى في جسدِهِ عندَهُ قوتُ يومِهِ ، فَكَأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا.
لذلك اظن السعادة هي الحياة الطيبة والهادئة والامتنان لنعم الله وتقدير الأمور البسيطة، ومعرفة أن كل مر سيمر .
ودائما ما اذكر نفسي أننا قد نأخذ بأسباب السعادة ولكن الأمر كله لله.
{ وَأَنَّهُۥ هُوَ أَضۡحَكَ وَأَبۡكَىٰ }[سُورَةُ النَّجۡمِ: ٤٣]
صحيح ،فالانبساط شعور لحظي مرتبط بمتعة عابرة، أما السعادة فهي حالة أعمق، تتجذّر في الرضا والسكينة والامتنان لما هو كائن. حديث النبي ﷺ يُلخّص هذا المعنى بدقة؛ فالسعادة لا تُقاس بكثرة، بل بكفاية وطمأنينة. نعم، نأخذ بالأسباب، لكننا نوقن أن المنبع الحقيقي للفرح والطمأنينة هو الله وحده، فهو الذي "أضحك وأبكى"، وهذه القناعة بحد ذاتها مصدر لسعادة لا تزول بسرعة، لأنها متصلة بالثابت لا بالمتحول.
التعليقات