نفقدهم، فتخفت أضواء العالم من حولنا، كأن الحياة تتوقف لحظة الرحيل. لكن في أعماق الحزن يولد الأمل، لا كتعويض، بل كدليل على أن الحب لا يضيع، وأن الذكريات لا تموت. نحن لا ننسى، نحن نتعلم كيف نحمل فقداننا بقلوب تنبض رغم الألم، وكيف نرسم في ظلام الغياب نجمة تضيء لنا الطريق.
بين الألم والأمل.. نبض لا يموت
إدراك سبب الغياب وفهم معناه وفهم الغاية من الحياة، قد يجعلنا نتمكن من البدء من الجديد بأمل جديد، الموضوع يحتاج لإدراك واسع لكل ذلك، قد نتوقف ونبكي وننهار ولكن يجب أن ندرك متى يجب أن نقف ومتى يجب أن نعاود مرة أخرى لأن الحياة لن تنتظرنا أبدا
ربما ليس الأمر مجرد معرفة متى نقف ومتى نواصل، بل إدراك أن كل سقوط يترك أثرًا، وأن النهوض لا يعني العودة كما كنا، بل بشيء تغيّر في داخلنا، ربما للأفضل، وربما للأقسى. الحياة لن تنتظرنا، نعم، لكنها أيضًا لن تعلّمنا بلطف، بل عبر انكسارات متكررة حتى نفهم بطريقتها الخاصة. قد يكون السر ليس في البدء من جديد، بل في قبول أننا لن نعود كما كنا أبدًا، وأن الاستمرار لا يعني بالضرورة النسيان، بل التعايش مع كل ما فقدناه ونحن نحاول المضي قدمًا.
قد يكون السر ليس في البدء من جديد، بل في قبول أننا لن نعود كما كنا أبدًا
البداية الجديدة لا تعني أننا سنعود كما كنا، ولكن تعني أننا يمكننا الاستمرار مع النسخة الجديدة منا، الفكرة أن نحاول قدر الإمكان أن التغيير يكون إيجاييا وألا تتغير نفوسنا بطريقة تصعب علينا الحياة وتجعلنا نسخة قد لا نتقبلها ونستغربها أحيانا
صحيح أن البدايات الجديدة لا تعيدنا كما كنا، لكن ربما ليست المشكلة في التغيير نفسه، بل في وعينا به. أحيانًا لا ندرك أننا تغيرنا إلا بعد أن نقف أمام المرآة ولا نعرف من نرى. المسألة ليست فقط أن يكون التغيير إيجابيًا، بل أن يكون مفهومًا، أن نتصالح مع النسخة الجديدة منا بدل أن نهرب منها. لأننا مهما حاولنا، لن نعود كما كنا، ولكن يمكننا أن نصبح شيئًا نستطيع العيش معه دون أن نشعر بأننا غرباء داخل أنفسنا.
التعليقات