الصرامة غير المبررة القائمة على ثقافة المنع بدون أسباب منطقية أو واضحة لن تجعل الأبناء بالضرورة متلزمين، على العكس تمامًا النسبة الأكبر ستتعلم كيف تكذب وتراوغ وتخادع وتثير الشفقة فقط كي تحصل على ما تريده بدون أن يعلم الأهل حتى ما يفعلوه أولادهم ولا أن يشعروا بشك ولو صغير. هذه تعتبر آلية تأقلم طبيعية تتكون لدى الإنسان، ولا يشعر بالذنب مطلقًا لقيامه بها لأنها في منظوره ومنطقه يحمي نفسه وحياته من الديكتاتورية المعيقة لانطلاقه. لذا نصيحتي الأولى لكل أب وأم كونوا موضوعيين ومنطقيين في استخدام سلطة المنع، اسمحوا لأولادكم بالحياة بعيدًا عن الافتراضات والنوايا السيئة والتوقعات الكارثة التي تبالغون في التفكير بها.
إلى الآباء.. الصرامة لا تخلق أبناء ملتزمين بل أشخاصًا متلاعبين.
الصراحة أنا مع الصرامة في التربية وخاصة عندما تُمارس باعتدال وتوازن حقيقي، ننجح في سوريا برأيي في ذلك، لماذا مع الصرامة؟ لإنها تعلمهم برأيي الالتزام بالقواعد المجتمعية واحترام الحدود، حدودهم في كل مكان، هذا يساعدهم على تطوير إحساس حقيقي بالمسؤولية والانضباط غير متوفر مع الأهل الذين بلا صرامة بالتعامل مع أطفالهم، بحيث يحيلون كل شيء لزاوية الحرية الشخصية! برأيي جمال الصرامة بالتعامل أنه يُظهر للأطفال أهمية القيم والمبادئ، يعني تجعلهم هذه التصرفات أكثر استعداد لمواجهة التحديات الحياتية بثقة ووعي حقيقي، هذه الصرامة قد تخيفه مرات (وهذا صحي بالمناسبة) فتعزز لديه القدرة على اتخاذ قرارات مدروسة وتحمل عواقب أي فعل! لا أقول قسوة بل صرامة في التعامل.
أنا لم أرفض الصرامة بشكل مطلق، بل حددت الصرامة " غير المبررة" على سبيل المثال الذين يمنعون أولادهم من الخروج والرحلات مع أصدقائهم بدون أسباب أو منطق، هل هذا حق مبرر لهم؟ هم بأنفسهم يمنعون تطور ابنهم ونضجه ويصيبونهم بالاكتئاب والعزلة، فما النتيجة هنا إذا ما طور الطفل وسيلة تأقلم كالذي أشرت إليه؟ طفل معزول ليس لديه مهارات إجتماعية، شخص اتكالي لا يستطيع الاعتماد على نفسه ولا يتمكن من قضاء مصالحه بنفسه عندما يكبر، شخصية ضعيفة غير مقبلة على الحياة ولا تستطيع أخذ قراراتها بنفسها.
التعليقات