عزيزي صاحب السريرة:
هذه الكلمات لجلال الدين الرومي تحمل في طياتها عمقًا لا يُضاهي. "لربما أنك باحث في الأغصان عما لا يظهر إلا في الجذور"
البحث حول المعرفة والحقيقة فكرة عميقة كالبحث عن الماء في أعماق الصحراء، لا نعرف هل هو به ما يذهب الظمأ ويبل العروق ، أم سنظل عطشى نجوب الصحراء ، دون الوصول إلي جوابًا . قد يجذبنا بريقه من بعيد فتقترب، لكننا لا ندري هل سنجد فيه ماء يروي ظمأك أم هو سراب يحجب عنك الحقيقة.
نقضي وقتًا طويلًا نبحث عن الإجابات والحقائق على السطح "في الأغصان"، بينما تكون تلك الحقائق مختبئة في الأعماق "في الجذور" من الممكن أن يتوهم المرء منا بالمظاهر أو السطحيات التي يراها من جوانب الحياة فيضل الطريق للوصول ، في حين أن الجوهر الخفي يمثل الأساسيات التي لابد لكل منا أن يتمعن في النظر ذات "المظاهر" وذات "الأساسيات" بعبارة أخرى يدعونا الرومي للتعمق في البحث، وعدم الاكتفاء بالمظاهر أو السطحيات.
هذه المقولة تُلهم الإنسان في البحث في دواخله ومعتقداته ، وتجاربه الحياتية الأساسية ، وفي الحقائق الخفية التي قد تكون مفتاحًا لفهم أعمق للذات والعالم من حوله ، عدم الاكتفاء بما هو ظاهر، إلى أن نتجاوز المظاهر والسطحيات لنغوص في أعماق ذواتنا، حيث تكمن الحقيقة. إن المعرفة التي نبحث عنها لا تُنال بالتسرع ولا بالمرور العابر على الأشياء ، وكذلك دعوة للنظر فيما وراء الأفعال، والتفكر في النوايا، والبحث عن المعاني الخفية التي تُشكل جوهر الحياة.
فلنستمع لنداء ، وبصيرة القلب لكل منا ثلاثة عيون ، عينان نبصر بهما ، وقلب يملك كل البصر ، لنتعلم أن نتجاوز السطح، لنبحث عن الحقيقة في أعماق الجذور
لنكن باحثين في الجذور، لا تخدعنا الأغصان المتمايلة ولا تستهوينا مظاهر الحياة. نبحث في أعماقنا، ففيها نجد الحقيقة التي نسعى إليها
نبع السر
منة محجوب✍
27 مارس 1901
#منة_محجوب #سلسلة_رسائل_أدبية #رسالة
رسائلكم #خربشات #نصوص #أدبيات #كلمات
التعليقات