تري أ كل الآباء أحضانهم دفيئة؟
نبضات أفئدتهم مطمئنة؟
ربما يكون السؤال الأدق: هل يستطيع كل الآباء إظهار الحب والعاطفة لأبنائهم؟
في رأيي معظم مشكلات الجفاء في العلاقات بين الآباء والأبناء هي ناتجة عن عدم القدرة عن التعبير عن الضعف والمشاعر، ليس فقط من جهة الآباء ولكن من جهة الأبناء أيضًا. لذا؛ إجابة سؤالك هي نعم الأحضان دفيئة في وجود حالة من تقبّل الضعف بين الطرفين.
هذه نقطة مهمة جدًا خاصةً فيما يتعلق بالرجال فإبداء المشاعر للأسف ينظر له بعض المجتمعات على انه ضعف لهذا نرى الكثير من الرجال يترددون كثيرًا في إبداء مشاعرهم والبوح بما يؤرقهم لأحد حتى أقرب الأقربين، وسمعت أحد المختصين النفسيين يتحدث عن أن هذا من بين أسباب أن نسب الانتحار في الرجال أكثر بكثير من النساء.
أعتقد أن بعض الآباء يعبرون عن مشاعرهم بطرق مختلفة، فمع تزايد ضغوط الحياة، يتظاهر معظمهم بالقوة لئلا يظهروا لأبنائهم مدى صعوبة الحياة وصراعهم في العمل طوال اليوم، أرى أنهم يعتقدون أن تلبية احتياجات أبنائهم وتوفير المسكن والملبس وغيره هي الحضن الدافئ الذي يحتاجونه حقًا، وبعضهم لا يجد وقتًا للتعبير عن حبهم.
لا ليس الكل للأسف فهناك الكثير من الأمثلة على أباء يتخلون حتى عن مسؤولية الانفاق على ابناءهم فما بالك بأن يكونوا مصدر أمان عاطفي أو ثقة بالنفس
لم أقل ان الكل هكذا، اتحدث هنا عن آباء يتحملون المسؤولية ويسعون جاهدين لتربية أبنائهم لكنهم قد يهملون سهوًا الجانب العاطفي الذي يحتاجه أبناؤهم بجانب احتياجاتهم المادية، والتي أصبح توفيرها صعبًا مع غلاء المعيشة وقلة الدخل.
أعلم أن هذا أيضًا له تأثير سلبي على نفسية الأبناء، لكن ليس بنفس وضع سوء الآباء الذين تتحدث عنهم والذين لم ينشأوا أساسًا على مفهوم المسئولية لا ماديًا ولا معنويًا
نعم هذه حقيقة، وإن كانوا جاحدين على أبنائهم وقاسيين عليهم ولا يظهرون لهم من الحب ما يجب، لازالوا هم الأشخاص الوحيدين الذين يملكون حضناً دافئاً بالنسبة لإبن، ونبضات أفئدتهم مطمئنة ولايشعر بهذا إلا من فقد أحد والديه، أو شخصاً يعرف قدرهم جيداً.
حتى شريك الحياة ولا العم ولا الخال ولا الإبن لن تكون أحضانهم لا بدفء ولا طمئنينة أحد الأباء.
التعليقات