السلام عليكم ، 

الكل في هذا العالم يشاهد ما يحدث فلسطين ، فهناك من أخذ بجهة فلسطين و هناك من يدعم اسرائيل .

أرجوكم أنا سيء في فهم السياسة ، و الشيء الوحيد الذي ادريه و هو ان السياسة وحل ، اطرافه تهدف الى النمو الاقتصادي و العسكري و الحصول على المكاسب ، و اخر همهم هو الدين ، فاذا وجدت سياسي يتحدث باسم الدين و ان وطنه اهدافه دينية ، اعرف انه كذب و هدفه فقط اقتصادي او عسكري، فالعالم السياسي هو عالم لا يعترف بدينك .

اما الان فلندخل لموضوعي:

الكثير يدري ان الموساد من اقوى مخابرات في العالم، فما حدث في يوم السبت من هجوم فجائي على اسرائيل ، من المستحيل الا يكون لهم علم ، فلو حاول شخص واحد قيام بسيط ، فيكونون ادرى بعمله، فلذلك في رأيي ان ما حدث يوم السبت اساس مشروع توسع جديد لاسرائيل في فلسطين, و لكن هل لشعوب العالم تأثير عما يحدث؟

هل أراء الناس عبر العالم له تأثير على احداث ؟

متى يعلم الناس ان اراء سوشل ميديا، تبقى في سوشل ميديا. نرى كثير من المشاهير يدعمون اسرائيل و مشاهير اخرين يدعمون فلسطين ، و الان تحدث حربا كبيرة في سوشل ميديا، فهناك من فقد متابعوه و هناك من ازدادت ارقامه اكثر.

فالمسلمون يطلبون من مشاهيرهم المحتكون مع العالم الغربي بالحديث عن فلسطين و دعمها، فهناك من تشجع و تحدث و هناك من التزم الصمت بسبب عمله و علاقته بالشركات الكبرى و نمر للحديث عن اللاعب محمد صلاح

هل للصلاح تأثير؟ و اذا أثر, فهل ستتحرر فلسطين؟

هذا اللاعب كان في بدايته دائما ما يدافع عن فلسطين ، فاليوم الذي اصبح اكثر شهرة في العالم و من افضل لاعبيه ، اصبحت لديه علاقات مع العديد من الشركات التي ملاكها يا لهم علاقات مع شخصيات اسرائيلية يا هم الاسرائيلين نفسهم ، فان حدث شيء في فلسطين التزم الصمت، و هل انا الومه ؟ لا ، ساذكر اسبابي .

اللاعب هو في النهاية انسان , و الانسان اذا وجد نفسه بين مجتمع غريب عليه ، احترم قوانينه و فضل الصمت لاسباب لها علاقة بعمله و لدي برهان لهذا، لمتابعي كرة القدم ، قد تكون تعلم بلاعب اسمه جوردن هندرسون و هذا اللاعب كان زميل لصلاح في الفريق، و كان كابتن فريقه و المنتخب الانجليزي ، لطالما كان يدعم الشواذ و يدعم حقوقهم في كل مرة يخرج للحديث مع الاعلام و دائما حديثه عن دول الخليج على انهم دول لا تهتم بحقوق الانسان و تتعامل مع الشعوب هناك كانهم عبيد.

الان, اين يتواجد هذا اللاعب ؟ في الدوري السعودي، هل تظن انه استمر بدعمه للشواذ و استمر بخطابه السيء نحو دول الخليج؟ طبعا لا ، و اتخذ نفس موقف صلاح اعلاه ، بل اصبح يدافع عن ثقافة السعودية التي لا طالما حاول الغرب الهجوم عليها، و اصبح جوردن هندرسون يحث الناس على احترام معتقدات الناس ، فالعرب كانوا سعيدين بموقف اللاعب، و لو قمنا باسقاط هذا الموقف على اللاعب محمد صلاح فهو نفس الشيء ، صلاح لا يريد الحديث بسبب علاقاته ، فاللاعب يعيش مع عائلته بين الغرب و اطفاله يدرسون معهم، فهو يفضل الصمت على يقع في مأزق هو غنى عنه .

و لكن فلنأتي الحديث عن ما اذا قرر صلاح الحديث ، هل سيفرق شيئا عن الواقع؟

حسنا ، لو تحدث ، فهو سيتحدث عبر منصة اكس المعروفة بتويتر، ماذا سيحدث لو قرر عملها؟ اولا هناك عديد من محبيه من العالم الغربي و هم لا يدرون شيئا عن فلسطين، فلو سمعوا ان محبوبهم صلاح تحدث عن شيء ما، فيسقرئون عنه ، و اكثر من ذلك قد يأخذون بجهة دعم فلسطين، فلنقل ان مليون شخص تأثر بخطابه و اصبح يدعم فلسطين في تويتر و الحقيقة اصبحت معروفة بينهم، فهل هذا سيغير حال فلسطين بشيء؟

عزيزي القارئ ، نحن في الوطن العربي عددنا جد جد كبير، فالرقم الحالي حوالي 468 مليون نسمة ، و هذا العدد اكبر من اقوى دولة في العالم، و بنسبة 99.99٪ منا مع فلسطين ،

و لكن هل تغير شيء ؟ هل دعمنا في سوشل ميديا و قدوم الملايين الناس من العالم الغربي للاضافة لهذا الدعم سيغير من شيء؟

للاسف لا و هذا هو الواقع، فلو وجدت شخصا يدعم بالحديث فاعلم انه بعد ايام سيتوقف ، لان الانسان بطبعه مشغول بحياته، فهناك من يدعم في سوشل ميديا للاهداف رفع عدد متابعيه، و هناك من يدعم ظنا انه سيغير من شيء بهذا الدعم، فالواقع يقول ان فلسطين ستتحرر بافعال و ليس اقوال في العالم الافتراضي ، فحتى الشخص الذي نجده يدعم اسرائيل في سوشل ميديا، هل تظن انه يدعمها حبا فيهم؟ طبعا لا ، فهو بحصل على المال مقابل ذلك و حياته كلها علاقات معهم.

لماذا امريكا و الغرب يدعمون اسرائيل و يرغبون بايزالة فلسطين و لماذا العرب قرروا التزام الصمت ؟

حسنا فكما قلت في البداية و انا لا احب السياسة لانها مملوئة بالنفاق و الكذب ، لكن البارحة و انا اشاهد فيديو عن زوال اسرائيل ، شدني شيء وسط فيديو و هو حديث رئيس امريكا الحالي بايدن في الثمانينات و هو يقول ان افضل استمرار قامت به امريكا و هو استثمار البلايين في اسرائيل ، لان يعود عليهم بالمنفعة ، فلو نظرنا من بعيد و رأينا الشرط الأوسط و حللنا موقعه في العالم فهذه المنطقة مليئة بالمشاكل و الحروب و المآسي و كذلك هذه المنطقة معروفة تاريخيا دينيا و هي اكثر منطقة يتواجد بها شعوب من مختلف الديانات ، فالشرق الاوسط الذي يجب ان يكون متواجدة فيه فقط دول كسوريا و ايران و لبنان و العراق الى اخره... فهذه ،

فما الذي يجعل امريكا و روسيا و الدول الغربية تحشر انفها هناك؟

فبالعلم ان انها اكثر منطقة توترا في العالم ، قرروا صنع اسرائيل و ذلك كسبب كافي يجعلهم بين هؤلاء الشعوب ، فالمنافع التي تنتفعها هذا الدول هناك كبير ، فهذه المنطقة غنية بالموارد الطبيعية و السيطرة على هذه الموارد تجعلك اكثر قوة، و كما ان الحروب المتواجدة هناك تجعل اقتناء الاسلحة كبير مما يجعل مؤسسي اسرائيل منتفعين كثيرا.

فاسرائيل ليست قوية بقوتها وحدها، فهي قوية بسبب ان امريكا خلفها ، فالحرب المصرية الإسرائيلية في الألفية السابقة هي اكبر دليل، فلولا امريكا و الجسر الجوي لارسال المساعدات لكانت اسرائيل في خبر كان، فصنع اسرائيل لم يكن لسبب ديني في الباطن سوى انه لهدف الاستفادة فقط منها، فاليوم التي ستصبح اسرائيل بدون نفع لامريكا فهو اليوم التي سيثم التخلي عنها و من ثم اختفائها.

ما الدور العربي من كل هذا؟

المعروف بالعرب انهم مسلمون و نظن ان اسلامنا يبدأ من اصغر شخص في المنطقة الى اعلى شخص منصبا في المنطقة ، و للاسف لا اظن ذلك، فالشعوب مرتبطة بالاسلام و لكن الدول التي نقول عنها اسلامية ,فاسلامها مرتبط فقط بشعوبها، فالدول تتعامل بالصفقات و المنافع الاقتصادية ، و لا تتعامل بهل انت من ديني او لا ، فذلك اخر شيء يثم الاهتمام به من الدول ، فالدول التي نقول عنها مطبعة مع اسرائيل، فهي طبعت ليست حبا في اسرائيل ، بل للتقرب و المصالح مع امريكا، فالتطبيع مع اسرائيل هو بمثابة التقرب من امريكا، و كم نرى هذه الدول استفادت اقتصاديا و عسكريا من هذا التطبيع.

و ماذا عن الشعوب من كل هذا؟ هل الشعوب هي من ستحرر فلسطين ؟ 

في وقت ما نحن الشعوب العربية المسلمة نخصص بضع دقائق لندعو للفلسطينيين و كذلك ندعو لزوال اسرائيل ، فاسرائيل تقوي نفسها عسكريا و علاقاتيا مع الدول ، و تعمل ليل نهار للتطور و وضع نفسها كقوة ، فانا لا اقول ان الدعاء ليس مهما، بل هو من اهم اسباب لتحقيق الغايات ، فالله حثنا على الدعاء و لكن حثنا ايضا على الاخذ بالاسباب .

فلو ذهب الطالب المسلم و الطالب الملحد الى الامتحان و الاخير كان يستعد للامتحان ليل نهار في حين ان المسلم كان يكتفي فقط بالدعاء فهل تظن ان المسلم سينجح فقط لانه مسلم؟, فطبعا لا ، الدعاء مع اخذ بالاسباب هو المثالي لنا كمسلمين.

ففي الختام, كيف ستتحرر فلسطين؟

اريد ان اقول للاسف ان العديد من الشعوب المسلمة لا تعمل بالاسباب ، و تظن ان الغرب افضل منا فقط لانهم ولدوا في العالم الغربي و هي في النهاية ارض الله، فحينما كان العالم الاسلامي فعز ازدهاره و المجتمعات المسلمة كانت تنتج لنا علماء و مفكرين لم نفكر ابدا ان هؤلاء كانوا يعملون ليل نهار للوصول الى ما هم عليه و نظن فقط لانهم ولدوا في بيئة مناسبة استطاعوا الوصول الى ما هم كانوا عليه، و لو نظرنا للمجتع الغربي في عز ازدهار العالم الاسلامي ، فنستطيع القول انهم كانوا بنفس فكر المجتمع الاسلامي في عصرنا , هذا يكتفون بالدعاء فقط و عدم العمل بالاسباب، و لكن في عز ضعف المجتمع الغربي و الجهل الذي كان يسوده في تلك الفترة كان يظهر علماء من بينهم بقي صيتهم حتى الان ، 

و للربط العمل بالاسباب مع فلسطين، فتحرير هذه الاخيرة لن يأتي الا من ابنائها الذين هم الوحيدون الذي يعملون بالاسباب ، فلو لم ينجحوا الان ، فسينجحون في المستقبل.