وقف الذئب على صخرة ضخمة بعد أن التف حوله أهل القرية

فبدأ القول:

- أيها الرفاق، لقد حدثني الغراب عن بعض من قصصكم، لكنني أحببت سماعها من أفواهكم دون وسيط

نظر الواقفون لبعضهم البعض، وتحدثوا بهمس في ما بينهم، ثم نطق الديك بصوت مبحوح قائلا:

- سأخبرك بقصة حدثت قبل أسبوع

تنكر الذئب الخبث بابتسامة، ورد على الديك

- أنني أسمعك أيها الكريم، فنحن لن نستطيع أن نبني عهدا جديدا يرقى بالقرية دون أن نحل ما يزعج أهلها أولا.

تقدم الديك بخطى متئدة نحوه ثم بدأ يحكي

- ذات صباح قرب البحيرة في الجهة المعشوشبة، سمعت صراخا قويا من هناك فذهبت مسرعا حتى أعرف ما الذي يجري، وبعد أن وصلت، وجدت سلة فارغة مرمية وبعض أثار الدماء، بحثت طويلا عن الجاني والضحية لكنني لم أعرف لهما طريقا...

قاطعه الذئب قائلا بصوت غاضب:

-- من يجرؤ على فعل هذا في هذه القرية؟؟!

ثم أشار للغراب بأصبعه،

اقترب الغراب الأسود ذو المنقار الطويل منه، وسأله.

- بماذا تأمرني أيها القائد؟؟؟!

رد الذئب:

سترافق الديك للمكان الذي وقعت فيه الحادثة وستبحث عن الجاني.

وأكمل، أعدكم بأنه سيعاقب أمامكم على فعلته المشينة.

قاطعه الديك 

- لكنني، لم أكمل بعد حديثي !!!!

قال الذئب:

حسنا، حسنا، أيها الكريم، اعذرني...، لقد

أثير جنوني بعد سماعي لهذه الحادثة المريرة.

أكمل الديك القصة:

بحثت طويلا كما قلت لك، لكنني لم أجد لهما أثر... وعند عودتي للمنزل وجدت في طريقي خرز عليه بعض الدماء...

ثم أدخل يديه للمحفظة التي يحملها واخرج حبات خرز أبيض عليه أثار الدماء...

كان الجميع في حالة من الذهول.

فصاح الغراب:

أيها الرفيق، أنه من حبات العقد الذي تضعه دوما حول رقبتك ولا تحب أحدا أن يلمسه...

هرب الذئب المحتال سريعا مذعورا مستغلا ذهول الجميع...

فنطق صغير القردة بعد أن عانق والدته

- أمي، الذئب من أكل رفاقي ... 

رهان الكمراني