بين النضج والطفولة

سمعت مقولة في أحد الأفلام تقول " هناك طفل بداخل كل أحد منا " ، ذلك الطفل موجود .. ربما هو نائم لا تعلم كيف توقظه ، و ربما يستيقظ بمفرده في مواقف معينة ، هناك من يصبحون أطفالاً بجانب من يحبون ، هناك من يستيقظ الطفل الذي بداخلهم عندما يرون طفلاً آخر يلعب أمامهم ، و هناك من قتل الطفل بداخله ، و لكنني أؤمن أن بداخل كل أنثى شخصية طفلة تنتظر من يداعب شعرها ، و لكن تضطر لإخفائها و تنويمها قسراً حتى تستطيع التماشي مع هذا المجتمع ، فتفعل أموراً تعلم في قرارة نفسها أنها خاطئة و لكن المجتمع قننها و اعتمدها ، فتضطر للإتيان بها .

حافظي على تلك الطفلة و واسيها على ما تقاسيه من الأمور التي تعيشها في الخارج ، و لكن لا تسمحي لأحد بخداعها و استدراجها أو كسر قلبها ، كوني ذكية لا تكوني خبيثة .

يقولون الأطفال أحباب الله والطفولة عالم البراءة والمحبة ومجتمع الصدق.

نعم القيم المجتمعية التي تسيطر عليها أخلاقيات الطفولة تبقى قوية وناصعة ومقنعة ويمكن ان توظف في مجتمع ينتج ويتطور دون أن يغوص في السلبية والهرب من الواقع او الوقوع في الفشل الأخلاقي والمجتمعي.

أقول في نفسي تلزمني عشر سنوات أخرى حتى أنضج،كنت في صغري أنظر لمن بلغ العشرين أنه راشد ،بلغتها بل تعديتها ولم تتغير روحي ،بقيت طفلة ولم أكبر،فهل كذبوا علينا أم الخطب فينا؟

عندما تكون صادقاً بكل معنى الكلمة ، ولا يعرف الكذب لك سبيل حتى لو الكذبة البيضة ! كما الطفل تماماً، الحقد غريباً عن قلبك ، لا تسيءالظن بأحد ، لا يحزنك ماضي ولا يقلقك مستقبل ، لا تخطط لغد،لاتحمل هم غد حتى هم  بعد ساعة،لاتعرف المستحيل في تحقيق احلامك،تقدّر كل نعمةفي حياتك،تفرحك ابسط النعم ، ان حزنتَ ترضى بابسط الاشياء لتُسرّ،وتعلم ان حزنكَ لن يدوم، لا تخف،تذهب الى المجهول بكلّ شجاعة دون خشية او خيفة ، ان تكون بكل ذلك النقاء ،

في وقت ليس بالبعيد كنت أرى كل هذا من الجانب المشرق فقط ،لكن مهلا...أن تتقدم في السن يعني أن تكبر معك الهموم ،يعني أن تتغير من الداخل لتكون قادرا على حملها

كيف يكون المرء نقيا لدرجة ان لا يقتنع أن في كل منا سوء لم يبدُ ،إلى أن تدفع ثمن نقاء سريرتك، ومع كل هذا لن تقدر على إيذاء من اذاك بل ولن تستطيع تمني السوء له.

ربما هذا أكثر ما يؤذي ،وإن تعلم هذا الطفل أننا لسنا في الجنة ليكون كل الناس خيرين وليس الكل بداخل قلبه كما يبدي ،فيا مرحبا بهذه الطفولة