مفهوم التخصص الذي حرم الكثيرين القدرة على إظهار إمكانياتهم الحقيقية


التعليق السابق

أعتبر نفسي من متعددي القدرات، وسأجيبك على ذلك.

في كتابة السيرة الذاتية، من الخطأ أن يكتب الشخص جميع مهاراته الشخصية، بل عليه كتابة المهارات المتعلقة بالوظيفة فقط.

كمثال عايشته شخصيًا، أنا أحمل شهادة في العلوم حياتية، قررت اكمال دراسة الماجستير، إذا قررت دراسة ماجستير التحاليل الطبية فلا يمكنني الحصول على رخصة مختبر طبي، وإذا قررت إكمال ماجستير في علم التغذية، لا يُمكنني العمل كأخصائية تغذية، وهذا لأن علي دراسة بكالوريوس في المجال نفسه.

خلال عملي كمترجمة، تعلمت ترجمة مختلف المواضيع (التغذية، الصحة، الطب والعلوم الحياتية بأقسامها)، ورغم ذلك قال لي العديد من أصحاب الأعمال "عليك اختيار تخصص واحد فقط".

عندما افتتحت مشروعي للأشغال اليدوية، عرضت به أعمالي من الكروشيه، الرسم، والعديد من الفنون اليدوية الأخرى، وكنت أسعى لتطوير مشروعي باستشارة مطوري المشاريع، فكان ردهم، اختاري فنًا واحدًا فقط.

إذا وددت عمل موقعي الإلكتروني الخاص، أو قناتي في اليوتيوب، فعلي اختيار مجال محدد "نيتش معين"، مع أنني أتقن العديد من المجالات!

كما يستنكر علي العديد من الأشخاص قرائتي لكتب في مختلف التصنيفات، استماعي لموسيقى مختلفة حول العالم، مشاهدتي للعديد من الدرامات بمختلف اللغات.

وإذا ذكرت المشكلات التي واجهتها لن أنتهي بالفعل، وإذا حاولت اختيار شيء واحد من الأمور التي أتقنها أجد أنني أخنق نفسي حرفيًا.

الوظائف، التعليم والعديد من نواحي الحياة الأخرى تُحاول إجباري على اختيار شيء محدد، لكن لماذا؟ لماذا يجب حصر نفسي في مجال واحد فقط رغم أن ذلك لا يُسعدني، ويخنق المجالات الأخرى التي لا تقل أهمية عن المجال الذي اخترته بالقرعة من المجالات الأخرى التي أحبها!

انا افهم ذلك كله بيلسان ولا انكره، لكنني لم افهم ما علاقة هذا بمشاكل الحياة للآن؟

يتعلق بمشاكل الحياة لانه يزيد من صعوبة الدراسة، العثور على وظيفة، وحتى مشاكل اجتماعية مع المقربين المتعلمين، كونهم يخبرونني بأن علي التخصص.

بنظري تعدد قدراتي يساعدني على التصرف بذكاء وفطنة في مختلف المواقف، وعلى ابتكار الابداع من اللاشيء.

ولكن المشاكل المادية التي اقع بها نتيجة عدم عثوري على وظيفة صعبة للغاية.

عدا عن المشاكل المهنية، والدراسية، وعدم تقدير العديد من الدكاترة في قسمي في الماجستير لي لاعتباري غير متخصصة!

المشاكل التي نتعرض لها تتمثل في عدم تقديرنا، والحكم علينا بأننا لا نستطيع تحديد هدفنا.

لكننا متعددو الاهداف والرغبات، وليس الامر بأننا لا نمتلك هدفًا أو رغبة.

كلام صحيح، ولا شك أن المجتمع يحاول فرض قيوده علينا.

لكن علينا ألا نستسلم لضغوطات المجتمع، وأن نجد مخرجاً من الحدود والأطر التي يريد الآخرون رسمها لحياتنا الشخصية والمهنية.

بالتصميم والإيمان بالنفس، كل شيء ممكن.

كلام يوصّف الحالة التي يمر بها جميع أصحاب الاهتمامات المتنوعة والمواهب المتعددة.

لفترة طويلة كنت أستمع لمن يشددون على مسألة التخصص، وعدم تقديم خدمات إلا في نطاق التخصص، لكنني أسقطت هذا المفهوم الخاطئ منذ فترة ليست بقصيرة، وعدت لتفعيل خدمات كنت أوقفتها سابقاً بحكم أنها خارج نطاق تخصصي في الكتابة، لأشهد من بعد ذلك إقبالاً جيداً من عملاء جدد، واستمرار احترام عملائي الحاليين وتقديرهم لي، بل وحتى استقطاب عملاء آخرين لشراء ما له علاقة بالكتابة رغم ملاحظتهم لخدمات أخرى خارج هذا المضمار كلياً.

فلا تستمعي لأحد، وعيشي الحياة بالشكل الذي تعبرين فيه عن نفسك بحرية، وأطلقي العنان لقدراتك وإلا ذبلت واندثرت. فالسعادة المتأتية من تلبية احتياجاتك الفكرية والنفسية والروحية، كفيلة بتغيير حياتك إلى الأفضل، بصرف النظر عن المجتمع والعوائق التي يضعها في طريقك.

أفكر في القيام بما قلته تماما، حصر نفسي في الكتابة والترجمة فقط اشعرني بالتقييد، وأفكر في إضافة التصميم ايضًا.

هذا من دواعي سروري، وأرجو لك كل التوفيق والنجاح.


أفكار

شارك ما لديك من أفكار هنا، مهما كانت غريبة. اقرأ قواعد المجتمع من هنا ->

83.3 ألف متابع