يُحكى أنّ رجلا عجوزًا كان يعيش في قرية بعيدة، وكان أتعس شخص على وجه الأرض، حتى أنّ كلّ سكان القرية سئموا منه، لأنه كان محبطًا على الدوام، ولا يتوقّف عن التذمر والشكوى، ولم يكن يمرّ يوم دون أن تراه في مزاج سيء. وكلّما تقدّم به السنّ، ازداد كلامه سوءًا وسلبية… كان سكّان القرية ينجنّبونه قدر الإمكان، فسوء حظّه أصبح مُعديًا. ويستحيل أن يحافظ أيّ شخص على سعادته بالقرب منه. لقد كان ينشر مشاعر الحزن والتعاسة لكلّ من حوله. لكن، وفي أحد الأيام وحينما بلغ العجوز من العمر ثمانين عامًا، حدث شيء غريب، وبدأت إشاعة عجيبة في الانتشار: - "الرجل العجوز سعيد اليوم، إنه لا يتذمّر من شيء، والابتسامة ترتسم على محيّاه، بل إن ملامح وجهه قد أشرقت وتغيّرت!" تجمّع القرويون عند منزل العجوز، وبادره أحدهم بالسؤال: - "ما الذي حدث لك؟" وهنا أجاب العجوز: - "لا شيء مهمًّا...لقد قضيتُ من عمري 80 عامًا أطارد السعادة بلا طائل. ثمّ قرّرت بعدها أن أعيش من دونها، وأن أستمتع بحياتي وحسب، لهذا السبب أنا سعيد الآن!" العبرة المستفادة من هذه القصة القصيرة: لا تطارد السعادة...بدلاً من ذلك، استمتع بحياتك!
قيمة السعادة
أجل أخي ولما لا تكون موجودة،ألا يمكن هذه الحياة الطيبة التي تحدثتم عنها أخي أن تكون سببا في إحياء السعادة
ومن يكمن الاخر ويسبقه،هل الشعور بالسعادة هو الذي يشعل نور الحياة الطيبة،أم أن الحياة الطيبة هي سبب في بلوغ هذا الشعور
فما رأيكم أخي نور الدين
رأيي أن السعادة بتعريفها اللغوي لا مكان لها إلا في مخيلاتنا. أما في الواقع هنا فأقصى الآمال أن نحيا حياة طيبة كما عبّرت بعض الأديان والفلسفات. وهذه ليست نظرة عدميّة أو تشاؤميّة للوجود، بل هي أقرب إلى الواقعيّة.
الحياة الطيبة تتضمن الرضا بالتقلّب بين السرّاء والضرّاء، وفيها يكون المرء هو المانح لمعنى وجوده، وليس منتظرا أن يأتي له من الخارج باسم السعادة أو غيرها.
هل تظنين السعادة موجودة في الدنيا بالأساس؟
أتفهم قصدك وأن الحياة الأبدية ليست بالدنيا ولكن مَن قال أن ذلك يعني ضرورة عدم وجود السعادة؟ إذا أمعنت النظر رُبما ستجد أن السعادة قد تكون في صورة عدم وجودها مع عنصر التقبل والرضا، أي أننا في حالة حدوث ما لا يأتي مع رغباتنا نصبر ونحتسب عند الله وهذا يكون أيضًا من مسببات السعادة، وهذا بطبيعة الحال لايتنافى مع كون الآخرة خير وأبقى.
من الممكن تحقيقها نور بالرضا، أن يعتاد الإنسان الرضا بكل المواقف التي يمر بها سواء كانت خيرا أم شرا، لكن الرضا يحتاج إلى مجاهدة نفسية كبيرة، وإرغام النفس على تقبل الأمور السيئة ليس سهلا، فبطبيعتنا نميل إلى التذمر والحزن!
وهنا أتفق معكم أخي عبد الله
لأن مسألة الرضى بالنفس مسألة لا غنى عنها في مكامن الوجود الانساني
فمن رضي بنفسه ،وكأنه يقول لذاته أنت سامية ولك مكانة مرموقة في هذا الكون
وهذا الرضى وكما قلتم أخي يستوجب تقبل السلبيات والايجابيات معا وهذا يحتاج نوع من المجاهدة مع الذات أولا ومع المحيط الخارجي ثانيا
التعليقات