تخيل انك فى العقد الثانى من عمرك و اكتشفت انك طفلا بالتبنى و ان والداك الحقيقيين على قيد الحياة و تخليا عنك منذ زمن ؟ ماذا ستفعل؟!!
ماذا لو اكتشفت انك طفل بالتبنى؟
السلام ورحمة الله
من وجهة نظري
أعتقد أن أغلب من قد يتعرضون لمثل هده
المواقف بطبيعة الحال سيكملون هياتهم
بشكل طبيعي مع من ربوهم حتى لو تعرفو
على اهلهم الحقيقين
و ماذا عن شعورهم فى رأيك نحو والديهم الحقيقيين؟هل سيحاولوا الوصول إليهم من باب الفضول مثلا ام سيتجاهلوا الامر برمته؟
السؤال الذي قفز لذهني، لم يكن عن شعورهم نحو والديهم الحقيقين وحسب يا منى، بل الأحرى أن نقول ماذا عن شعورهم نحو والديهم الذي أخفوا عنهم ذلك طوال حياتهم!
ربما صنعوا جميلا، لكنهم ذيلوه بكذبة كبيرة جدا، لا أعرف لو كنت أنا هل سأقدر على مسامحتهم على ذلك أم لا.
تعرفين يكون الحال أفضل لو أعرف ذلك منذ الصغر، أعرف أن هؤلاء ليسوا بأهلي الحقيقين، لكنهم من يربيني، وبمثابة أهلي.
سيكون الوضع مختلفا تماما، والسيناريوهات المترتبة عليه مختلفة أيضا.
أما في حالة أنهم اختاروا الكذب، وإدعاء أنهم الأهل الحقيقين، اعتبرهم بذلك شركاء في الكذبة مهما قدموا من تضحيات طوال السنين.
لا أتفق معكى فى هذا ، كلمة أبى و أمى و النظرة التى توجهيها لهم لشعروك بالأمان معهم و حبك لهم أفضل بكثير من النظرة التى ستنظريها لهم بإمتنان لأنهم تبنوكى .
من يلجئ لتبنى طفل و لا يخبره أنه قام بتبنيه ، لانه يريد الشعور بما تعنيه كلمة أبوة و أمومة ، لا يفعلوا هذا من باب الشفقة و لا يريدوكى أن تشعرى بالإمتنان لهم بل بأنك أبنتهم و سيفعلوا كل شيئ لك .
لا يريدوا أن يخبروكى لئلا تعانى من مجرد شعور أنه قد تخلى عنكى أبواكى لأى سبب كان ( فقر ، عار ، موتهم ) مجرد نظرتك لنفسك بعد معرفتك لهذا ستكون مؤلمة و جديرة بقتلك .
أنا لو كنت فى هذا الموقف ، لن أتأثر لأن كلمة أبى و أمى التى كنت أناديهم بها فعلا كانوا يستحقونها و سأظل أناديهم بها ، لن أدع فكرة أنى متبناة تسيطر على لأن من ربانى و رعانى و أهتم بى عند مرضى و فرح و حزن معى هم فعلا عائلتى لذا قولى لى لما قد أهتم لمثل هذه الفكرة ، لما قد أتوقف عن حبهم لى كأب و أم و أظل متذكرة أنهم نشلونى من مصير لا أعلمه و ما كنت سأكون عليه الان ، هم من أختاروا التبنى لأنهم يريدون سماع كلمة أبى ، أمى ، لم يفكروا فى طريقة شكركى لهم بعدها ، لم يريدوكى أن تمتنى لهم ، أرادوا أبن أو أبنة لهم و رأوا هذا فيكى فلماذا سأربط نفسى بفكرة أنى متبناة .
لا يريدوا أن يخبروكى لئلا تعانى من مجرد شعور أنه قد تخلى عنكى أبواكى لأى سبب كان ( فقر ، عار ، موتهم ) مجرد نظرتك لنفسك بعد معرفتك لهذا ستكون مؤلمة و جديرة بقتلك .
ولكن يا مهرائيل في أي علاقة ما يوجد بها كذب لا تنجح فما بالكِ عندما تكتشفين
الكذبة في عمر العشرين ، ربما تجدي مستقبلكِ بين لحظة وضحاها قد ضاع .
الحجة والمبررات التي قد يضعوها الأهل بالتبني لا تسمح لنا بمسامحتهم .
برأيي من الافضل أن أعلم عن الحقيقة عندما أكون في عمر صغير لا أن أكون وصلت لعمر العشرين ، حتى لو كنت في مرحلة المراهقة لا أقبل ذلك .
الحقيقة معرفتها منذ الصغر أفضل بكثير من معرفتها وتقبلها في مرحلة المراهقة أو العشرين وغيره .
فلنقل أنكى عرفتى فى وقت صغير ستظل عقدة عندك مدى الحياة ، أنكى بلا أهل ، من تعيشى معهم يشعرون بشفقى لأجلك ، ستعامليهم كأنهم أسيادك و ليسوا أهلك ، لن تقبلى ما يقدموه بسهولة ، لن تقبلى تضحيتهم لأجلك فمن أنتى سوى لقيطة أخذوها هم ، سيظل ما فعلوه لكى دين عليكى لا تعلمى كيف ترديه ، ماذا ستقولى لأصدقاءك عندما يعلموا فى صغرك ، سيظلوا يعايروكى و يتنموا عليكى ، لا أعلم و لكن قد ينتهى بكى الأمر بالهرب منهم أو أسوء بقتل نفسك لما عانتيه لمعرفة أنك متبناه .
أما أنتى الن بالعشؤين من عمرك ، علمت أنكى متبناه ستفكرى بعقلانية أكثر ، ستفهمى أن هذا كان قرارهم و لا خطأ أرتكبتيه ليتم التخلى عنكى ، لن تهتمى لأنكى عرفتى أنهم أهلك منذ الصغر و حتى إن لم يكونوا بالحقيقة فما فعلوه لأجلك هو ما يفعله الأهل لأبنائهم ، ستفكرى أنك مميزة لانه أختارومى عن بقية من كانوا معكى فى الملجأ ، أعترف أنها ستكون صدمة و لكن أعتقد أنى سأسامحهم و لو بعد حين ، لأنى علمت أنهم أهلى بحق
عليكى فهم شيئ مهم جدا ، أن العلاقات ليست بالدم أو بالاسم ، لكن بالفعل و ما يقدموه .
و لا أعتقد أنها كذبة لأنهم أختاروكى أنتى من بين الكل لتكونى أبنتهم ، و أنتى كذلك فى نظرهم ، فلا يريدوا نظرة العبد لسيده فى عينيكى بل نظرة الابنة لوالديها
ستعامليهم كأنهم أسيادك و ليسوا أهلك ، لن تقبلى ما يقدموه بسهولة ، لن تقبلى تضحيتهم لأجلك
ومن قال ذلك ! بل بالعكس أرى أن كانوا صريحين معي منذ صغري ، سأعتبرهم أهلي بلا شك وكما قُلتِ أن العلاقات بالدم وليس بالإسم ، فرب أخ لك لم تلده أمك .
أما بخصوص العقلانية لا أرى إلا أنها عاملًا قد يؤدي ألى تضخم الأزمة بين أهل الذين تبنوني
و لكن أعتقد أنى سأسامحهم و لو بعد حين ، لأنى علمت أنهم أهلى بحق
لا أعتقد ذلك ، سأكرر مرة أخرى لكِ بأن الصراحة هي افضل شيء في الحياة .
اتفق جدا مع هدى يا مهرائيل، أفهم ما تحاولين الإشارة إليه، لكنني أجده سينمائيا بعض الشيء.
مؤسف جدا أن تعيش حياة بأكملها، ثم تتفاجيء عند سن العشرين أن كل هذا ما هو إلا محض كذبة مُدبرة بحجة الحفاظ على نفسيتك!
ربما نظن أن هذا سيكون أفضل حالا مما لو نعيش حياتنا كُلها مع عائلة بالتبني، لكنه يظل ظنا منا ليس إلا.
والدليل على ذلك أن العائلات التي تلجأ للتبني أساسا تُخبر أبنائها بذلك، ويعيشوا حياة سوية طبيعية دون اللجوء للكذب أو الحيل والمخادعات.
لن تهتمى لأنكى عرفتى أنهم أهلك منذ الصغر و حتى إن لم يكونوا بالحقيقة فما فعلوه لأجلك هو ما يفعله الأهل لأبنائهم
لا أظن أن الأمور تسير على هذا النحو أبدا يا مهرائيل، كيف لن نهتم؟ أفكر لو أنا في هذا الموقف، كيف لا أهتم أن أسرتي ليست بأسرتي! حتى لو هم أسرتي الحقيقية التي عشت معها حياتي بأكملها، لكن كيف يقبلوا أن يخدعوني في مثل هذا الأمر؟ حتى لو اختاروني أنا دونا عن الجميع، هل يشفع ذلك لهم كذبة ككذبة النسب!
التعليقات