لنستفيد بصورة عملية شاركنا بتجربة شخصية ناقشت فيها أحد سواء بحياتك العملية أو حتى الشخصية بأي موضوع، وانتهجت خلال النقاش تكتيك معين بالنقاش ووجدت أنها حققت الهدف والغرض من استخدامها بفعالية.
شاركنا تجربة شخصية بنقاش أجريته، حيث شعرت بأنك طبقت تكتيكات المناقشة بفعالية؟
كان أحد المقربين عندما يحاورني يعتمد في تكنيك حواراته معي على استباق التنبؤ بما سوف أقوله، يعني هذا هو أسلوبه المعتمد في الحوار، يستخدمه كمحاولة ليثبت إحطاته برؤية الآخر وليُقحِم من خلالها وجهة نظره بناء على توقعاته، فلا يعطي فرصة له للكلام، وبالبرغم من أن أكثر من 90% من توقعاته لردودي كانت بالفعل خاطئة، إلا أنه لا يتوقف عن محاولات التنبؤ تلك في كل حوار جديد بيننا، قد يبدو أن السلاح المناسب مع هذا الشخص هو مقاطعته في الكلام فورًا والاحتداد أمامه، لكني اخترت أن أستعمل إحدى مهارات الحوار التي لا يُحسنها الكثيرون وهو منهم، وهي مهارة "الاستماع والإنصات"، فأنا أتركه يطرح وجهة نظره ثم يتنبأ بردي كيفما شاء حتى إنه يحاول التنبؤ باقتراحاتي وتساؤلاتي، وأتركه يبني على كل ما افترضه وأنا أسمع وأبتسم فعلا، حتى إذا ما شعر أنه قد أفلح وأصاب وأفرغ كل ما في جعبته، أبدأ أنا في الكلام بهدوء وبمنطقية، فبديهي أنه بتسرعه في الحوار سقطت منه أشياء كثيرة، فأبدأ في تفنيد كل ذلك، فيظهر خطأ افتراضاته أمامه بكل بساطة، وأنا لو كنت تسرعت مثله واحتددت أمامه، لم أكن لأحظى بفرصة لعرض ما أريده لأن النقاش كان سينتهي قبل أن يبدأ، النتيجة أن هذا الشخص الآن وبعد محاولات مستمرة على هذا النهج، أصبح يتجنب معي عادة التنبؤ والافتراضات تلك، وأصبح يعرض رأيه ثم يمنحني الفرصة لأقول مقترحاتي بل ويؤيدني في كثير منها والحمد لله. لذا أقول أن مهارة الاستماع والإنصات من أهم مهارات الحوار التي لا تجعلنا فقط ننتصر في نقاشاتنا، فليس هذا هو الهدف من كل حوار عموما، بل تجعلنا نحن أيضًا نستمع للآخر ونستفيد فوارد بالتأكيد أن نكون نحن على خطأ فندركه، أو تنقصنا مهارات أخرى فنكتسبها من الآخرين بالإستماع والإنصات الجيد لهم.
التعليقات