السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

لعل العنوان غريب بعض الشيئ و أكيد أن البعض منكم قد استفزته العبارة إلى حد ما, لكن من يشهد واقعنا اليوم يدرك جيدًا التعبير المجازي الذي أعنيه بطرحي مثل هذا العنوان.

"ربي يرضي علينا ولادنا" , عبارة لفظتها إحدى النساء في منطقتنا و لا أشك أن هذه العبارة قد تكررت على لسان الأباء و الأمهات في مشارق الأرض و مغاربها , عبارة ركيكة و مستفزة إلى حد كبير !

لكنها..تصف الواقع الذي نعيشه اليوم , فقد إنقلبت الموازين و أصبح رضاء الأبناء مقدما و مبجلا على رضاء الوالدين .

انا لا أتحدث في هذا الموضع عن عقوق الوالدين و وجوب برهما و العناية بهما لكن أتحدث عن آفة أخرى تكاد تكون في مستوى الكارثة الأولى-العقوق- أو ربما تتجاوزها.

ما نشهده اليوم في عصرنا من لهفة و خوف من قبل الأولياء لنيل شهادة أنا راضٍ عنك يا أبي/أمي يجعلنا نقف لوهلة لتحليل الكارثة الاجتماعية و الإنحلال الأخلاقي الذي وصلنا إليه.

نظريا عندما نقوم باستضافة أحد الأولياء المنصاعين لرغبات أبنائهم ستجد تهافتًا لعبارات الرهاب المعتادة مثل :

أخاف أن يقوم بفعل مكروه .

أخاف أن يضر نفسه .

أخاف أن يهجر البيت.

أخاف إن لم أُلبي رغباته أن يتطرق إلى أفعال مشينة كالسرقة .

أخاف أن يستقطبه المشروع الإجرامي

إلخ..

هكذا يبرر الأولياء ضعفهم و هكذا استقوى الظالم بضعف المظلوم .

شخصيا أرى أن الوالدين مهما كانت الأسباب التي دفعتهم لقلب موازين الفطرة هما اللذان تتوجه إليهما أصابع الإتهام

و المسألة تحتاج تحليلا نفسيا و شرحا مطولا لا بضعة أسطر .