الجيل الجديد من هم بعمر المراهقة الآن ما يسمونه Gen z أو Gen alpha كل ما تتحدث معه يقول لك أنا حر، والحرية لديهم أراها تتلخص في التخلص من السلطة أو التحكم بشكل عام وبلا قيود، وهذا ما أستنتجته من حوار مع الكثير من هذه الفئة العمرية لفهم طريقة تفكيرهم، بجانب أنهم مجادلين دون معرفة وإقناعهم عملية صعبة، لذا لو أردت شرح معنى الحرية لهذا العمر كيف ستشرحها بطريقة مقنعة تناسب أعمارهم وطريقة تفكيرهم؟
كيف أقنع Gen z أو Gen alpha بمعنى الحرية الذي يتناسب معنا كعرب؟
المشكلة في طريقة التربية الحديثة. يعتقد الكثير أن التربية الحديثة السليمة تكمن في أن نعطي الطفل حقه كاملا في اختيار ما يعجبه و حريته في فعل ما يريد. فيصل بنا الحال الي أبناء متمردة تفعل ما يروق لها وقتما تريد و نكون نحن فقدنا السيطرة عليهم للأسف. علينا معرفة كيف تربي الأبناء بشكل صحيح لا نسلبهم حريتهم و في نفس الوقت لا نعطيها لهم بشكل مفرط. نعرف متي نتعامل بشكل حازم معهم و متي نرخي. و علينا زيادة المتابعة و هي نقطة مهمة جدا! يجب أن نعرف مع من يكون أبناؤنا من أصدقاءهم و مع من يتحدثون و نراقب وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم جاي يصلوا الي 16 أو 18 عام ليكونوا قادرين علي التمييز بين الصح و الخطأ.
للتربية دور كبير بالفعل، لكن على مستوى أخر؛ يتأثر الشباب في هذا السن كثيراً ببعضهم وبالمجتمع والوضع السائد، فحتى الشاب الذي تمت تربيته بطريقة سليمة، سيكون هناك جزء منه يميل لمجاراة أصدقائه حتى لو سراً دون علم أهله.
الفكرة كما ذكرت هنا أن التمرد هو شيء حتمي، بالنسبة لتلك المرحلة العمرية، وهي جيدة جدًا في بناء شخصياتهم، على أن طريقة التربية من البداية هي ما تحدد كيف سيكون شكل التمرد في هذه المرحلة، فمثلًا تجنب التحاور مع الأبناء وإعطائهم المعرفة من مصدر واحد فقط ومنعهم من التساؤل والبحث حول ما يزعجهم مثلًا أو يثير شكوكهم، إذن لاحقًا في مرحلة المراهقة لن نكون ملجأ آمن لهم للتحدث، وسيكون الحل الأمثل هو إظهار الطاعة ظاهريًا وعيش حياتهم كما يحلو لهم مع الأصدقاء دون أن نعلم عنها شيئًا.
التربية عموما تحتاج لحكمة كبيرة، وإتزان ما بين الحزم واللين وهذه المعادلة يصعب تحقيقها مع الجيل الحالي المنفتح على ثقافات مختلفة بلا حدود، لذا الأمر يحتاج لحوار بناء مبني على ثقة ولذا تسائلت عن لو أنك خاطبتِ هذه الفئة كيف تقنعيهم بأن الحرية ليست كما يظنون، وتوضحين لهم المعنى الصحيح.
في مرحلة المراهقة، تحدث تغيرات نفسية وعقلية للمراهق فيبدأ في تكوين عالمه الشخصي، ويحيط أفكاره بالخصوصية وبعض الابتعاد عن والديه، فحتى إن كانت التربية تقوم على التحاور والتعاطف والتقارب مع الابناء، في مرحلة المراهقة ينأى المراهق بنفسه عن والديه ولا يكشف عما داخل نفسه بسهولة.
التعليقات