من فترة اكتشفت شقيقة زميل لنا وصديق دراسة ان ابنها بعد ان اجرت له التحليلات أنه يعاني من متلازمة داون. هي في حالة ذهول وتشعر ان الدنيا اسودت في وجهها! لا هي قادرة ان تتقبل ابناَ لها يكون بهذا الوضع ولا قادرة على أن تتركه لانه طفل وهبة السماء لها! المعضلة أن هذا هو أول مولود لها فسبب لها ذلك صدمة نفسية عميقة وخوف من المستقبل عموما ومن الإنجاب مجددًا خصوصاً!
كيف تتقبل شقيقة صديقي وضع ابنها الذي يعاني من متلازمة داون؟
ذكرتني بما ذكره د.إياد القنيبي في قصة ابن أخيه...فكان أهل الطفل يعاملونه كطفل عادي ويدللونه ويتقبلون طبيعته تلك...مدح الدكتور صبرهم ومعاملتهم تلك للطفل...
عليها أن تصبر و تدرك أنها نعمة من الله، وقد يكون تذكرة لها لدخول الجنة، وكما قال أحدهم هنا قد يكون الطفل ذي حال أفضل مما تتخيله هي بخصوص هذه المتلازمة، فكنت أرى رجلاً يظهر على ملامحه هذه المتلازمة و يعمل، يتوظفون ويعيشون حياة طيبة وقلوبهم طيبة وحنونة...
لعل جزعها ذلك بسبب خوف من كلام الناس أو نظراتهم التي تحمل الشفقة...لكن ادعو الله أن يقويها على ذلك ويبصرها بالنعمة التي بين يديها (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم).
وسيكون من الجيد أيضاً لو انضمت لمجموعات تجمع أهالي هؤلاء الأطفال، لعلهم يدعمونها ويعينونها في رحلتها مع الطفل.
نعم، صديقي شقيقها يقول لي أن هذا الأمر يضايقها جدًا خاصة حينما تنظر إلى أطفال شقيقاتها أو حتى اطفال الجيران! المشكلة يا منة في أنها او أي واحدة في حالاتها تأخذ الامر على أنه إهانة شخصية لها! طبعاً في الأخير لابد أن نرضى بالقضاء و القدر ولكن هي لا تتقبل ذلك وتشعر أن الطبيعة جارت عليها وانها لا تستحق ذلك. يعني اولادنا قطعة منا ويمثلوننا في الحياة وهم موضع فخرنا ومن نعلق عليهم آمال المستقبل فكيف كل ذلك ينهار في لحظة؟ وهو أمر غير قابل للإصلاح؛ فليس مثلاً مرضا عضوياً يمكن علاجه ولكن عقلي نفسي و تؤلمها نظرات الشفقة من الغير وكلمات الناس كما قلت!
التعليقات