إحدى قريباتي اجتهدت طوال السنة، وكانت تحلم بدخول تخصص تحبه، لكن حين ظهرت النتيجة، لم تصل إلى المعدل المطلوب، انطوت على نفسها لأيام، وكانت تردد: "ضيعت مستقبلي"، وهذا مؤلم لأن كثيرًا من الطلاب يعيشون نفس التجربة، نسمع كل عام عن شباب يصابون بالاكتئاب، بل إن بعضهم قد يفكر في إيذاء نفسه أو في الانسحاب من الحياة تمامًا، فقط لأن رقمًا في ورقة خيب ظنه! والسبب؟ ضغط الأهل، ونظرة المجتمع، والمبالغة في جعل الثانوية مصير حياة، وكأن العالم ينتهي عند هذه المرحلة. رسالتي لكل طالب وطالبة: نتيجتك لا تختصر قيمتك، والحياة لا تتوقف عند باب الجامعة، فمستقبلك قد يبدأ من طريق لم تتوقعه أبدًا. برأيكم كيف يمكننا أن نخفف من هذا الشعور القاسي، ونزرع في قلوبهم الأمل بدل الخوف؟
إذا كان قريبك محبطًا من نتيجة الثانوية، كيف تساعده على الخروج من هذه الحالة؟
يمكنك القيام بعدة أمور، لو في إمكانية أن تأخذي الفتاة لقضاء عدة أيام معكِ إن أمكنكم الذهاب إلى البحر أو إلى أي مكان مختلف والتحدث قليلاً أن الثانوية العامة ليست نهاية المطاف، ربما تخبئ لها الأقدار شيئاً جميلاً، لكن البحر بوسعه فعلاً أن ينسينا همومنا، أيضاً إذا أمكنك إقناع أسرتها بنفس الكلام وأن معادلة السوق حاليا مختلفة عن الماضي تماما، أصل حتى مهنة الطب يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محلها! المعادلة مختلفة تماماً الآن، لابد أن يدرك الكبار ذلك
كلام افلاطوني وإلتفاف حول الحقيقة وتجارب وشواهد التاريخ و الواقع، إذاكان هذا الطالب أو الطالبة له من القدرات و المعينات والذكاء ما يعينه على تحقيق حلمه فلماذا لا يعيد السنة القادمة ويتلحق بالتخصص المميز الذي يناسبه ، فإضاعة سنة من عمره خير من التكلّف والاجتهاد في اقناعه لاضاعة عمره في شيء لايناسبه أو يحبه .. حدث هذا الأمر مع الكثيرين بل و آخرين فعلوا ذلك حتى بعد دراستهم لسنة أو إثنين في الجامعة.
لا مش كلام أفلاطوني ولا بلتف حول الحقائق، الثانوية العامة ليست نهاية المطاف، عندما دخلت الجامعة كان لدي الكثير من الأصدقاء ممن لم يحصلوا على مجاميع عالية تمكنهم من دخول الطب والهندسة فإذا بهم يلتحقون بكليات الآداب حالياً أحدهم استاذ جامعي والآخرى مخرجة، وعندي أصدقاء تخرجوا من طب الاسنان حاليا يعملون في البيزنس وإدارة الأعمال، كلامي نابع من تجربة .
وإذا كانت الفتاة ترغب في إعادة السنة فلتجرب إذا كان ذلك ممكناً!
لكن أعتقد أن مثل هذه الأفكار لا يجب أن تُقال للفتاة الآن، حتى لو كانت نابعة من نية طيبة، لأن وقت الحزن أو الإحباط مش هو الوقت المناسب نفتح فيه نقاشات فلسفية عن السوق والذكاء الاصطناعي ومصير الطب، برأيي هي حالياً محتاجة حضن وطمأنينة وراحة، وليس مقارنة بين الماضي والحاضر، ولا تنظير عن المستقبل، يمكننا تأجيل نقاشنا معها في هذا الشأن لوقت آخر، وحينها ممكن نغير نظرتها بهدوء، لكن حالياً نطبطب وبعدين نفكر.
التعليقات