جميعًا يبذل جهده لتحقيق السعادة، لكن ما هي السعادة التي يطمح لها، هنا سنجد أنه لكل شخص فينا لديه وجهة نظر مختلفة عن الاخر تجاه السعادة ، فمثلا هنالك من يرى بأنه بمجرد إحتسائه فنجان القهوة سيشعر بالسعادة، وهنالك من يشعر بالسعادة عند سماعه لاطراء أو مجامله له، وهنالك من يشعر بالسعادة عندما يحصل على المال ..إلخ. لذا دعونا الآن نتعرف على السعادة من وجهة نظرك؟ ما تقييمك لها من ١ إلى ١٠؟
في يومها العالمي، ما هي السعادة بالنسبة لك؟
قد لا تكون الهدف النهائي، ولكنها هي من أن تؤدي للوصول إلى مبتغاك، هي من تجلب مشاعر الفرح والرضي، بدونها لن تستطيع مواصلة تحقيق النجاحات، ولولا أهميتها لما وصفها أفلاطون بالخير الأسمى.
لأن في وجهه نظري الافتراض بأن السعادة هي التي تقود إلى النجاح فيه تبسيط مبالغ فيه. كم من شخص ناجح لم يكن سعيدًا أثناء رحلته، وكم من شخص سعيد لم يحقق أي إنجاز يُذكر؟ الحقيقة أن الاستمرار لا يعتمد على مشاعر السعادة وحدها، بل على الانضباط والقدرة على التحمل حتى في غياب الفرح.
أعتقد الاستشهاد بأفلاطون يتطلب دقة أكبر. ففلسفته عن "الخير الأسمى" لم تكن مجرد السعادة بمفهومها السطحي، بل كانت متصلة بالحكمة والفضيلة، وهو منظور أوسع من مجرد الشعور بالفرح والرضا.
طالما شعرت بالتقدم وأن جهودك بدات تؤتي ثمارها، لماذا لم تصل إلى 10، هل يعني أن هنالك أمور أهم من مسألة التقدم وتحقيق الانجازات تجعلك تشعر بالسعادة؟
السعادة بطبيعتها متغيرة وليست حالة ثابتة. حتى مع التقدم والإنجاز، هناك دائمًا تحديات جديدة، طموحات أكبر، ومساحات للتحسين. السعادة لا تتعلق فقط بالنتائج، بل أيضًا بالتوازن، بالعلاقات، وبالشعور بقيمة ما تم تحقيقه. لذلك، ربما 10 تعني أنني في هذه المرحلة أشعر بالاكتفاء، أعيش اللحظة دون قلق بشأن ما ينقص، وأسمح لنفسي بالاستمتاع بنجاحاتي دون أن أضع لها شروطًا إضافية.
وكم من شخص سعيد لم يحقق أي إنجاز يُذكر؟
هؤلاء افراد قد يكون قليلين مقارنة ممن يضع الشعور بالسعادة من سلم أولوياته، الشخص السعيد يستطيع خوض تحدياته وتجربة اشياء جديدة، تخيل بأنني أذهب كل يوم للعمل وأنا حزينة، مكتئبة، ما النتيجة؟ ما الانتاجية؟ صفر لا تقدم، لن أقدم الجودة المطلوبة، ناهيك بأن فريق من جامعة كاليفورنيا ريفرسايد، بقيادة البروفيسورة سونيا ليوبوميرسكي ترى بأن الاشخاص السعداء يستطيعوا خوض التحديات كما يميلوا إلى كسب أعلى وتعزيز علاقتهم مع الاخرين.
التعليقات