أنا أكره جدًا المحادثات ومكالمات الفيديو وحتى المكالمات الصوتية. لا أشعر بالارتياح أبدًا أثناء استخدامهم ولا أعرف كيف يستغني بها الكثير من البشر عن المحادثات والمقابلات المباشرة، في رأيي هي أحدثت فجوة كبيرة في التواصل الإنساني القائم في الأساس على إظهار المشاعر والتعبيرات والدعم بالقول والفعل، وجعلت الناس أكثر جفاء وبعدًا عن بعضهم البعض، فما رأيكم؟
مع أم ضد، المحادثات والمكالمات الرقمية أبعدت البشر ولم تقربهم؟
أنا برأيي هذا كلام ليس دقيق مئة بالمئة، فيه شيء من صحة ولكن ليس دقيق، إذ أنها على العكس ساعدت على تقريب المسافات وتعزيز التواصل برأيي، لولا هذه التقنيات لكنت عانيت بغربتي، بفضلها صار يمكن لأصدقائي وأفراد عائلتي البقاء على اتصال دائم معي بدل أن أذوب في غربتي وحدي، مهما كانت المسافات كنت أراهم بجانبي في حالات الأزمات عبر هذه الوسائل، لإن هذه الوسائل تتيح التعبير عن الدعم والمواساة بشكل فوري.
وبالإضافة لكل ما سبق أنا استخدم هذه الأدوات في تسهيل بناء علاقات جديدة ومشاركة الأفكار مع أشخاص من ثقافات مختلفة، هذا صعب من دون هذه الأدوات.
أنت لديك عذر يا ضياء فأنت في غربة عن أهلك وأحبائك، ولكن إن كنت معهم وظروفك مختلفة هل كنت لتستخدم هذه الوسائل بكثرة للتواصل؟ كثرة استخدام هذه الوسائل كانت لتبعدك عنهم شعوريا وتقلل من الاهتمام بينكما وتزيد من الجفاء أو التبلد، تخيل صديق لك تعيشون في نفس المدينة ولا يمنع لقائكما أسباب قهرية ومع ذلك كل تواصلكم من خلال المحادثات النصية كيف ستكون علاقتكم بعد فترة؟ في البداية ربما تتحدثون كثيرا ولكن مع الوقت وعدم رؤيتكما لبعض ماذا سيحدث؟ ستعتاد على غيابه وسيحل محله أشخاص آخرين، سينشغل كل منكما بحياته وتواصلكما سيقل لأنه لن يعيد يزيدكم شيئا كما كان يفعل في السابق وستجد في النهاية أن أصبح ذكرى ككثير من الأشخاص العابرين في حياتك.
التعليقات