كل واحد فينا لديه معاييره الخاصة بشأن اختيار شريك حياته، ولكن لا بد وأن هناك معايير أساسية لا بد وأن تتوافر تجعلنا ندرك أننا مع الشخص المناسب، فكيف ندرك ذلك؟
كيف ندرك أننا مع الشريك المناسب؟
فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، تقدم لها أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما قبل علي رضب الله عنه، لكنها كانت لعلي.
ذكرت هذا لأنه ليس بالضرورة ان رفضي لشريك يعني ان شريكي الذي ساقبله سيكون افضل منه، بل هي أقدار قبل كل شيء و كل انسان مناسب لانسان محدد اكثر من غيره.
أما بعد فربما أزيد على ذلك بما حضرني، يمكن إدراك أن الشريك مناسب من خلال شعورنا بالراحة عند التحدث معه، القدرة على حل الخلافات بيننا بأسلوب ناضج، وجود أهداف وقيم مشتركة، ودعم متبادل في الأوقات الصعبة، تفاهم حول الأولويات، وقدرة على قضاء الوقت معًا دون الشعور بالملل، الثقة بيننا بحيث لا يشعر أحدنا أنه مضطر للتبرير للآخر ويثق في ان الاخر متفهم وهو بدوره يعامله بالمثل. أيضا عيش مختلف انواع المواقف معا وتجاوزها مؤشر قوي على مدى التفاهم والتكاتف بيننا.
وكإضافة طريفة (لكن فيها شيء من الحقيقة) هناك مقولة شهيرة تقول أنك حين تحزن تذهب لمن يحبك، وحين تفرح تذهب لمن تحب، فإذا اجتمعت هاتان الصفتان معا فينا بحيث نقصد بعضنا البعض في اوقات حزننا وفي لحظات فرحنا فهو ايضا مؤشر جيد.
أيضا كل منا يحرس على مصلحة الاخر في الاخرة، فيكون عونا له للتقرب لله اكثر، يعني نشعر ان هذا الشريك يشجعنا على أن نكون افضل نسخة من نفسنا.
عفواً تعليقى هذا لا علاقة بالموضوع ولكن لفت نظري في تعليقك:
ذكرت هذا لأنه ليس بالضرورة ان رفضي لشريك يعني ان شريكي الذي ساقبله سيكون افضل منه، بل هي أقدار قبل كل شيء و كل انسان مناسب لانسان محدد اكثر من غيره.
مع إن انت مسلم وأنا مسلم ولكن فهمنا لقصة زواج فاطمة عليها السلام تختلف (غريب!) .. فالذي رفض أبو بكر وعمر ليس "فاطمة" بل رسول الله عليه الصلاة والسلام .. هل نحن أعلم من رسول الله بمن الأفضل؟ .. ولاحظ أنه قال: (إذا خَطَب إليكم مَن تَرْضَوْنَ دِينَه وخُلُقَه، فزَوِّجُوه. إلا تفعلوا تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ) .. لأنه واضح من كلامك (الإقتباس) أنه رغم رفض أبو بكر وعمر إلا أنها لم تتزوج الأفضل .. ربما لم تقصد ذلك ونكون إنتهينا والسلام ..
ومن غير أحاديث ولا فتاوي .. بمجرد البداهة أزعم أن رسول الله عليه الصلاة والسلام (الذي أعرفه) ما كان ليزوج إبنته لـ أبو بكر أو عمر إطلاقاً .. والله من وراء القصد ..
شكرا على مداخلتك، لعل كلامي فم تم فهمه بغيى قصده، فأولا شكرا على التنويه.
بداية، أنا لم أقصد أن فاطمة هي من رفضت أبا بكر وعمر رضي الله عنهم جميعا، ولم أقصد أنها لم تتزوج الأفضل والأنسب لها، ما قصدته أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما أفضل من علي رضي الله عنه ولهذا كانا هما أسبق منه بالخلافة (ليس في موضوع الزواج بل من منظور عام من حيث ترتيب افضلية الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم جميعا)
و بحسب الحديث، من ترضون دينه وخلقه، فأنا وأنت لو خيرنا بين الثلاثي (ابو بكر، عمر، علي) بحسب الحديث اي ترتيب حسب الدين والخلق فكيف سيكون الترتيب؟ أظنك ستتفق معي أن ابا بكر ثم عمر ثم علي صحيح!
ليس تقيللا من شأن الإمام علي رضي الله عنه طبعا حاشا لله، ولكن فقط بين الافضل والافضل منه وحسب ارجو ان تكون قد فهمتني.
فهذا ما عنيته انه برغم أن ابا بكر وعمر رضي الله عنهما أفضل (بحسب ما شرحته لك قبل قليل) من علي رضي الله عنه، غير أن حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم واختياره السليم الموجه بتوجيه رباني سليم قد علم أن الانسب والافضل لشخصية فاطمة رضي الله عنها تحديدا هو ابن عمها علي رضي الله عنه. بالتأكيد لسنا أعلم من النبي بل هذا يؤيد طرحي تماما أن نستشهد بصوابية توجيه وقرار النبي في مثل هذه المواقف بحيث ان أختار عليا لفاطمة بحكمة وبمراعاة لمناسبة الشخص للشخص المناسب له، يعني اختار الشريك الانسب والافضل بالنسبة لفاطمة رضي الله عنها.
التعليقات