صار موضوع ال Ai في العلاقات أمر مقلق، من يذكر فيلم her وكيف عانت الشخصية بارتباطها عاطفياً كعلاقة مع ال Ai وبما أن تسارع التطور رهيب، صار ربما الوقت لكي نسأل: كيف يمكننا حماية المراهقين من خطر التورّط في الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي كبديل للعلاقات الاجتماعية أو الصداقات الحقيقية؟
كيف نحمي المراهقين من خطر التورّط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي كعلاقة أو صداقة؟
هذا بالفعل يحدث في الواقع، بل وينتشر بسرعة بين الشباب من الجنسين، والمراهقين خاصة، وهذا يرجع إلى شعور المراهق بأن الAI يسمعه ويفهمه جيدًا ويفهم بكل ما يمر به أكثر من البشر، قد جرّبتُ هذا الشيء بنفسي لأرى إذا كان يفعل ذلك حقًّا أم لا؟ وإلى أي مدى يصل خطره؟ فوجدتُّ أنه بالفعل يفهم الشخص المتحكم به سريعًا، بل ويعطيه نصائح حسب حاجته وحسب تفكيره كأن الAI هو من صنَع البشر وليس العكس.
أما عن كيفية حماية المراهقين منه فأنصح باحتواء المراهق من قبل الوالدين والأخوة الكبار وكل من له سلطة عليه، وترشيده إلى الاستخدام الصحيح للذكاء الاصطناعي بحيث يتخذه أداة للإنجاز والتقدم فقط، وليس كنزًا للمشاعر ولا صديقًا حميمًا.
وغيرها من طرق التوعية والتنبيه بخطر هذا السلاح ذي الحدين.
وحتى لو حللنا مشكلة العاطفة وقدمنا لهؤلاء المراهقين الدعم العاطفي الكافي لن نستطيع أن نكون متاحين لهم في كل وقت وكل مكان كما تتاح هذه التطبيقات لهم وكأن هذه التطبيقات تمثّل خَدَم مشاعر، يقدمون ما لا يستطيعون تقديمه أيً من غيرهم وفي كل وقت وحين وطريقة.
في رأيي أن الإشباع العاطفي هو أثمن وأكبر شيء يقدّمه الآباء لأولادهم، فإذا شبع الابن أو البنت عاطفيًّا من الأهل وفي البيت يصعب السيطرة عليه من أي شيء آخر.
فالإشباع العاطفي يعالجه من التوتر في المواقف الصعبة، ويعالجه من الخوف من رد فعل الأهل، ويعالجه من الانطوائية، ويعالجه من كافة الأمراض والاضطرابات النفسية التي قد تصيبه في مرحلة المراهقة وما بعدها.
وأظن أن شخصًا صعب أن يصاب بالاضطرابات النفسية يسهل تعلّقه عاطفيًّا بأي أداة من أدوات التكنولوجيا.
التعليقات