كيف توازن بين عملك وراحتك؟
وفقكم الله.
سؤال جميل، في البداية قبل كل شيء، يجب أن تحب عملك. وأنا أعلم أن الحياة ليست وردية ولن تكون كذلك معي. ولكن نحن من نختار كيف تمضي حياتنا بنظرتنا لها. فعند رؤية أن الوقت الذي تمضيه في العمل سيمر بالحالتين، إن كنت متثاقلًا منه أو إن كنت تشعر بسلاسة، فسيمر. فإذن أظن أن نختار الخيار الأسهل دائمًا لنا، من خلال تقبل العمل الذي تعمل به مع وجود طموح للتحسن، ولكن في اللحظة هذه أن نشعر بالرضا.
يمكن أن تقول: ما علاقة حب العمل بالسؤال الذي طرحته حضرتك؟
جوابي هو أن ترتب نفسك وأنت في عملك على الاستعداد للراحة ولا تحمل الضغط النفسي والتوتر الذي قد يعيق راحتك حتى عندما تصل إلى البيت. فالعمل راحة، والرجوع إلى البيت بين أهلك راحة، ولكن لكل منهما راحة خاصة بها.
ومن المفيد ان لا تجعل العمل مشكلة لديك. بالعكس، فهي نعمة ورزق من الله. اجعل العمل المكان الذي تثبت به نفسك مهما كان. (وإن شعرت أن مكان عملك لا يؤهل لهذا وأنه يوترك ويضغط نفسيًا، فابحث عن غيره ولكن استمر به إلى أن تحصل على الأفضل وارضَ به). وكذلك، أن تفصل بين العمل ووقت الرجوع إلى البيت والانتهاء من العمل. فعند خلطهما ببعضهما لن تنجز.
واعتذر اذا شعرت بأي فلسفة في جوابي المتواضع , ولكن صدقني انا أفعل هكذا في حياتي.
إن كنت متثاقلًا منه أو إن كنت تشعر بسلاسة، فسيمر. فإذن أظن أن نختار الخيار الأسهل دائمًا لنا، من خلال تقبل العمل الذي تعمل به مع وجود طموح للتحسن، ولكن في اللحظة هذه أن نشعر بالرضا.
كيف نتقبل ما لا نحب ولا نشعر به بقيمتنا أو لا يثير لدينا الفضول والشغف؟ فكثير من الناس يعملون في وظائف فقط لسد حاجتهم وحاجة أسرهم، وليست لديهم الفرصة أو الرفاهية للسعي وراء أعمال أو طموحات أخرى، فكيف في هذه الحالة يمكن لإنسان أن يحب عمل ما وهو فقط يقوم به من أجل المال!
أحياناً نكون مجبرين، رنا. أظن إذا كان العمل لا يقلل من شأننا فيمكننا أن نتقبله ونمضي في العمل إلى أن نجد عملاً آخر، وأن نرضى به.
بالنسبة لي، درست الكيمياء وكنت أهتم جداً بدراستي. ولكن بعدما تخرجت، بحثت عن عمل لمدة ثلاث سنوات وحتى الآن أبحث ولم أجد ما أريد، حيث كنت أريد عملاً في مجال الأدوية وأرى نفسي هناك. ولكنني لا أحب أن أجلس مكتوفة الأيدي وأندب حظي، فقررت أن أعمل كمستقلة في تدريس المواد الجامعية، والأبحاث والمشاريع المتعلقة بتخصصي. في البداية كان لدي لاب توب من أيام الجامعة حيث شرحت عليه أول مادة أون لاين في السعودية، وكان الجهاز بطيئاً جداً، ولكنني كنت أريد أن أفعل شيئاً. والحمد لله جمعت المال واشتريت تابليت واستمررت في الشرح، ثم اشتريت لاب توب جديد. لكنني ما زلت مستمرة في البحث عن وظيفة تناسب طموحاتي أكثر.
المقصد من كلامي أنه أحياناً لا نكون في المكان الذي نطمح فيه، ولكن علينا أن نصنع السعادة من خلاله وأن نستمر.
التعليقات