دائمًا ما يتم نصحنا بعدم ربط قيمة ذواتنا بناء على كم الإنجازات التي نحققها، ولكن أنا على العكس تمامًا دائمًا ما أتساءل إذا لم أكن فعالة ومؤثرة في محيطي ومجتمعي فما القيمة لوجودي وما النفع لحياتي! وعلى أي أساس إذًا تُحدد قيمة النفس إن لم تكن بما تحققه وتنجزه؟!
مع أم ضد تحديد قيمة النفس بناء على الإنجازات؟
برأيي، هذا غير صحيح؛ فالإنجازات الناتجة ليست دائمًا تحدد مقدار العمل أو التعب للوصول إلى إنجاز معين.
فأحيانًا نسعى ونتعلم، ودائمًا حريصون على الاهتمام بجودة وقتنا، ولكننا لا نحصل على الإنجاز كما نريد. وبالتالي، إذا حددنا قيمة أنفسنا بناءً على نظرتنا للإنجازات التي بذلناها، فقد نقيم أنفسنا بطريقة غير عادلة. بينما أفضل تقييم لقيمة النفس هو بالتقدير والشعور الدائم بأنك تستطيع وأنك تحاول، وأنك لا تبخل على نفسك بالتطوير. فكلما طورت نفسك، فأنت بذلك مقدر لنفسك وروحك.
- وإذا فكرنا بشكل أعمق، نجد أن مفهوم الإنجاز يختلف من شخص لآخر. فمثلًا، يعتبر بعض الأشخاص الإنجاز في الحصول على المال، وآخرون في إسعاد أهلهم، وآخرون في الحصول على الدراسات العليا، وآخرون في الترقية في العمل، وآخرون في مساعدة غيرهم....
ومهما كان المفهوم الذي نمتلكه، فإن الشعور بالإنجاز لا يدوم طويلًا؛ بسبب الاعتياد على الشيء الذي حصلنا عليه، فنصبح نريد المزيد والمزيد. وبالتالي، نربط تقديرنا لأنفسنا بالإنجاز القادم، ونشعر أن قيمتنا الآن أقل. وعندما نحقق إنجازًا آخر، نشعر بنشوة مؤقتة في ذاتنا، وسرعان ما نفقدها بحثًا عن إنجاز آخر.
تعريفي للإنجاز هو كل تطوير داخلي أو خارجي يقوم به الإنسان لتحسين حياته وإفادة مجتمعه، فطالما أن الإنسان يقوم بما يحقق له ما أشرت إليهما فهذا في حد ذاته إنجاز، أتعلمين حتى التمسك بالأخلاق الحميدة في هذا الزمن إنجاز! ومن هنا فإن قيمة النفس لا تحدد بناء على نوع الإنجاز أو شكله ولكن كما أشرت في تعليق سابق لتأثيره ونتيجته، كل فعل يؤدي لنتيجة إيجابية مطلوبة فهو إنجاز، وهو ما يعطي قيمة للنفس بالفعل، أما الشعور العالي بالاستحقاق والقيمة العالية النابع من واللاشيء هو ما لا أعترف به ولا أفهم منطقه!
التعليقات