الطفولة بعضهم من يضخّم أثرها وبعضهم من يقلله، برأيكم إلى أي مدى الطفولة تحدد الحالة النفسية والمادية لدينا عند الكبر؟ ولماذا؟
إلى أي مدى الطفولة تحدد الحالة النفسية والمادية لدينا عند الكبر؟ ولماذا؟
سؤال مهم جداً، وتحديدًا عبارة "بعضهم يضخم أثرها وبعضهم يقلله" هي فعلاً لبّ الموضوع.
لا شك أن للطفولة تأثير على حياتنا كبالغين، ولكن حدّة هذا التأثير تختلف من شخص لآخر.
لماذا تؤثر الطفولة علينا؟
* التشكيل: الطفولة هي مرحلة بناء الشخصية، فيها نكتسب القيم، ونطوّر مهاراتنا الاجتماعية، ونتعلم كيف نتعامل مع العالم.
* البرمجة: تُشبّه عقولنا في الطفولة بصفحة بيضاء، ما يُكتب عليها من تجارب، سواءً إيجابية أو سلبية، يُشكّل نظرتنا لأنفسنا وللآخرين.
* الأساس: تُشبه الطفولة لبنة الأساس، إذا كانت قوية ومتينة، يُمكن البناء عليها بثبات، أما إذا كانت ضعيفة، فستتطلّب جهدًا أكبر لدعم البناء.
لكن لماذا يختلف تأثيرها من شخص لآخر؟
* مرونة الدماغ: يتميز دماغ الأطفال بمرونته العالية، مما يُمكّنه من التكيّف والتغيير، بمعنى أنّه ليس كلّ ما نمرّ به في الطفولة يترك أثرًا دائمًا.
* العوامل الوراثية: تلعب الجينات دورًا في تحديد شخصيتنا واستعدادنا لمواجهة التحديات.
* الاختيارات الواعية: مع النضج، نصبح أكثر وعيًا بذواتنا وبإمكانية تغيير مسارنا، فنختار كيف نتعامل مع ماضينا.
إذن، أين يكمن التوازن؟
* الاعتراف بتأثير الطفولة، وعدم إنكار أهمّيتها.
* إدراك أنّنا لسنا ضحايا ماضينا، ولدينا القدرة على تغيير حياتنا نحو الأفضل.
* السعي الدائم للتطوير الذاتي، و طلب المساعدة المتخصصة عند الحاجة.
باختصار: الطفولة تُؤثّر، لكنّها لا تُحدّد. لدينا دائمًا فرصة لاختيار مسارنا ورسم مستقبلنا.
بالإضافة للتفصيل الرائع الذي أضفتيه يسرا، الصلابة النفسية للطفل مهمة، والتي غالبا ما يكتسبها من عائلته بالدرجة الأولى ومن ثم المحيط، لذا غالبا ما تجدي الطفل الذي يكون مضرور من عائلته سواء بسوء المعاملة أو أي شيء من هذا القبيل هو الأكثر تضررا وتأثرا بأي سلبية ستواجهه وتظل بحياته كإنعكاس، على عكس لو كان تعرض لشيء مثل هذا من المحيط ولكن كانت عائلته في ظهره تجديه تجاوز المشكلة.
ملحوظة/ لاحظت من خلال حسابك أنك مدربة كمال أجسام، سيكون جميل لو شاركتي معنا بمساهمة في مجتمع اسألني لنستفيد من خبراتك في هذا المجال
أشكرك على كلامك اللطيف، فعلاً الصلابة النفسية و دعم العائلة من أهمّ العوامل اللي بتساعد الطفل على تجاوز أيّ صعوبات.
وبالنسبة لسؤالك عن مشاركة خبراتي في مجال كمال الأجسام، أنا أفضّل إبقاء حياتي الشخصية بعيدة عن الإنترنت. تركيزي هنا هو المشاركة بالمعلومات اللي ممكن تفيد الناس من خلال الكتابة فقط.
المشاركة بمجتمع اسألني ليس لها علاقة بحياتك الشخصية أبدا، ولكن لها علاقة بمجال عملك بكمال الأجسام، فأنت تطرحي خبرتك بمساهمة وتتلقي أسئلة بالمجال، وتجيبي عليها، وهذه المعلومات تفيد الآخرين، فقد يكون لدي مشكلة جسمانية معينة أو هدف بالوصول لجسم مثالي وبحاجة لمعرفة آلية أو تمارين محددة وهكذا
باختصار: الطفولة تُؤثّر، لكنّها لا تُحدّد. لدينا دائمًا فرصة لاختيار مسارنا ورسم مستقبلنا.
هذا طوق النجاة الذي أحب أن اسمعه دائماً حين أقرأ في هذا الموضوع خاصة بعد أن تسبب لي فرويد مرة بصدمة حين قرأت له في كتاب أعتقد أن اسمه الطوطم والتابو إن لم أكن مخطئاً، قال: أن الطفل يحدد شخصيته بالمستقبل ومسار حياته كله وأنماط سلوكياته ومستوى أخلاقياته من السنة السادسة من عمره ليكون بعد ذلك غير قادر على إحداث تغييرات كبيرة على الأمر! التفكير في هذا أمر مرهق، ما رأيك به؟
التعليقات