كيف تعرفها من منظورك الخاص؟ ما حدودها؟ وما النظام الذي تراه يمثلها بكل تجلياتها بالنسبة لك؟
ما هي الحرية بالنسبة لك؟
أعتقد أن أهم قاعدة هي يجب أن تتوقف حريتك عند حدود إيذاء الآخرين، أي أن أفعالك يجب أن تكون غير مضرة جسديا أو نفسيا أو معنويا بالآخرين، كما أن الوعي الذاتي بتصرفاتك وتأثيرها على الآخرين هو أمر بالغ الأهمية، لذا اسأل نفسك دوما إذا ما كان فعلك قد يتسبب في ضرر لشخص آخر.
أهم قاعدة هي يجب أن تتوقف حريتك عند حدود إيذاء الآخرين
هذه قاعدة ليبرالية على ما أعتقد، لكن من هم الأخرون؟ هناك من يضع الاخرين ضمن نطاق الاقليات مثلا بما أنها مرتبطة بالدمقراطية التي تحكم فيها الأغلبية، لكن هؤلاء الأقليات الأن هم من يتحكمون في الأغلبة، مثال على ذلك جماعة المثليين اللذين ينادون بحريتهم في التصرف ونشر أفكارهم، هذه حرية بالنسبة لهم، لكن هل يمكن اعتبارها تسبب ضررا لي حتى أدعو لأقفها؟ أنا أراها تضر بقيم المجتمع، لكن المجتمع سمح بها تحت شرط "الإذاء"، وبالنسبة لهم لم يضروا أحد، فمن يقييم الضرر هنا؟ كيف يمكن حل مثل هذه المعضلة في رأيك؟
لكن المجتمع سمح بها تحت شرط "الإذاء"، وبالنسبة لهم لم يضروا أحد،
مَن قال أنهم لم يضروا أحد؟
نشر هذه المعتقدات من الأساس بين الأطفال هو بداية الضرر لأنه ترويج مستهدف وممنهج وأيضا للأسف مركّز، ولا يمكن القول بأنهم لا يقصدون هذا الترويج المكثف وتغيير الفطرة وفرض مثل هذه المعتقدات خصوصا على الجيل الجديد الذي لا زال وعيه في التشكل.
هم يمارسون أكثر من حدود حريتهم ويعرفون أنهم بذلك يكسرون القواعد والأسس التي وضعها أسلافهم ليكسروها هم.
مَن قال أنهم لم يضروا أحد؟
أنت تقول ذلك وانا أقول ذلك، لكن المجتمع الغربي والقانون الدولي الذي يتغنى به، والذي يرفع شعار الانسانية يدافع عن حقهم وحريتهم في التعبير ونشر أفكارهم، حتى أن هناك أجند ضخمة تمول حريته، لذلك أريد أن نصل معا إلى مرجعية ثابتة ونستسقي منها قيمة الحرية وحدودها، القانون ومافيه من حقوق وواجبات مبني على عوامل فردية وحكم الأغلبية، مبدأ الإنسانية الذي يتغنى بها الغرب رأينا إعواجه وميلان قيمه حسب غاياتهم وأجندتهم.
لذلك سأترك الحكم للاديولوجيا الفردية لكل فرد منا لتقييم الحدود الخاصة بنا في الحرية (الشريعة الاسلامية) ما رأيك؟
أنت تقول ذلك وانا أقول ذلك، لكن المجتمع الغربي والقانون الدولي الذي يتغنى به،
هذه كلها يا صديقي مداعبات ومناورات إعلامية أو هكذا أسميها.
كنا في جلسة مغلقة مع أحدى المسؤولات في البيت الأبيض عندما كنت أدرس في الولايات المتحدة تخصص الاتصال الجماهيري فسألتها بعد الجلسة: هل عندك أولاد؟ فقالت لي نعم. فسألتها: هل تقبلين نفسيا لهم أن يختاروا جنسا غير جنسهم ويصبغوا به حياتهم القادمة؟ فقالت لي طالما هي من سمات المجتمع والحرية الجندرية فلا حق لي في الموافقة أو الرفض ولكن قد أحاول عرض الأمر من جميع زواياه لهم إذ أن هذا دوري كأم. طبعا هذه مناورة دبلوماسية فهمت أنا منها أنها في واقع الأمر ترفض هذه الممارسات وإلا لكانت هي الأخرى امتنعت عن الزواج بطريقة طبيعية لكنها بطبيعة الحال تخاف على منصبها ومكانتها وتعرف أنها لو ردت عليّ في هذا الوقت ردا صريحا مباشرا لاستغللت طيشي الصحفي في ذلك الوقت وحولته إلى تصريح صحفي يودي بمستقبلها المهني.
إذا ابتعدوا عن عدسات الكاميرات فسيقولون الحقيقة حتما.
مفهوم الحرية عن طريق تقييمات الأخرين هذه لا أراها حرية بل على العكس هي تقييد للحرية نفسها، أنا معك بشكل كامل أن تكون حرا بالأساس أن لا تقوم بإيذاء غيرك، ولكن لا أعتمد على هذا المفهوم كثيرا حاليا وخاصة أنه أصبحت هنالك أشياء كثيرة لا يمكنك أن تعترض عليها ولو اعترضت رغم أن هذا حقك وحريتك حينها يمنعوك من الاعتراض، والأمثلة كثيرة فأنا مثلا أرفض بشكل واضح ما يحدث في فلسطين ولكن كلما عبرت عن رفضي الذي هو جزء من حريتي يتم معاقبتي وفرض تقييد على حريتي وخاصة في وسائل التواصل مثلا وفي أماكن كثيرة من العالم تم تسريح العديد من العاملين والموظفين باختلاف أنواع عملهم لأنهم قالوا رأيهم، لذا برأي أن مفهوم الحرية لي هو الحق في الاعتراض الحق في قول رأي الحق والحق أيضا في تقبل رأي الأخرين.
التعليقات