في المجتمعات الغربية، يدفعون الولد مباشرةً عند وصوله إلى عمر ال 18 بحجّة أنّهُ يجب أن يعتمد على نفسه، وفي مجتمعاتنا نفعل العكس ونقول أنّهُ ما يزال صغيراً ولا نمنحه استقلاليته لكننا نُنكر عليه إن لم يعمل، ما الأفضل إذاً؟ أفكّر في الأمر وأسأل، أيّهم أفضل أن أدفع أبني في المستقبل نحو الاستقرار لوحده بعد عمر ال18 أو أن أبقيه معي؟ ولماذا؟
أيّهم أفضل أن أدفع أبني نحو الاستقرار لوحده بعد عمر ال18 أو أن أبقيه معي؟ ولماذا؟
قبل إعطاء أي رأي لدي سؤال، هل تربيتنا العربية للشاب أو الفتاة خلال ال18 عام هي نفسها تربية الغرب لأبنائهم؟
الغرب يقومون بتربية الأبناء على الاستقلالية وجزء منهم لا يُعدون أنفسهم مجبرين على تحمل مسؤولية الأبن بعد هذا السن، منذ الصغر 80% منهم يعملون في الاجازات الصيفية ولديهم مشاريع حتى لو صغيرة (قبل أيام رأيت فيديو لفتاة تبلع 22 عان تستذكر المشروع الذي أنشأته لبيع مجموعة فساتين من تصميمها وصنها وهي إبنة 16 عام لأجد تجميع المال الكافي لتمويل أغانيها)، يوجد لدينا نسبة جيدة من من يعملون فترة المراهقة ليس لأجل الحاجة بل كمصروف إضافي لهم والادخار ولكن الغالب منا لم يعمل قبل ال20 عام على الأقل، لذلك المقارنة ليست عادلة أو حتى لو كنا فقط نذكرهم كمثل.
أما بالنسبة للاستقرار بعد ال18 بشكل عام، أشجع هذه الخطوة 100% لذلك أشجع الدراسة خارج البلاد، لكثير أسباب أولًا أن الحياة بالخارج تصقل شخصية الفرد وتعلمه تحمل المسؤولية، تجعله يتعرف وينفتح إلى ثقافات وعالم آخر -ليس بالضرورة أن تأخذ الأمور منحنى سلبي يوجد أشخاص عقلاء- وأيضًا من عاش واستقر وحيدًا يقدر العائلة والأصدقاء أكثر من غيره.
لماذا نقارب ابنائنا بالغرب، هنالك حقًا شباب يتحملون المسؤولية من عمر 18 سنة، ستجدين هذا الأمر ملموس في الدول الفقيرة التي تعاني من ويلات مختلفة. الشاب يتحمل المسؤولية من طفولته، حتى الفتاة هكذا، لكن الأمر المختلف أن الفتاة تتحمل المسؤولية في منزلها بينما الشاب يستطيع الذهاب لأي مكان ليتعرّف على الصعوبات وكيف سيتعامل معها
صديقي لا أقارن أبنائنا بالغرب بل قلت لا يوجد مادة مقارنة بسبب اختلاف التربية منذ الصغر بين العرب والغرب.
أما بالنسبة لتحمل المسؤولية، ذكرت أيضًا أنني أتحدث عن الفئة التي لا تعمل بسبب الحاجة في عمر صغير، وهذا ليس شيئًا سلبيًا بل لأن أهلنا يحاولون توفير لنا كل احتياجاتنا حتى نصل لعمر نستطيع الاعتماد على أنفسنا، وأنني مع السفر والابتعاد من أجل تحمل مسؤولية حقيقية وصقل شخصية الشاب المراهق.
لا أعلم لماذا كل تعليق أهتم بتوضيح وجهة نظري ومع ذلك يأتي شخص هنا يتحدث بنقطة أنا بالأساس قمت بذكرها، لماذا لا تقرأون التعليق كامل.؟
الاستقلال عبر الدراسة، هذه الطريقة التي ينفذوها معظم أصدقائي في سوريا ولبنان، يقومون بالتقديم على المنح ليس رغبةً حقيقية بإكمال الدراسة، بل لبدء حياة جديدة، استقرار جديد، بلد جديد وبطريقة جيدة ومستقرة من البداية، هذه الطريقة تبدو برأيي أكثر الطرق أماناً ومنقطية بالنسبة لأي شخص يريد فعلاً أن يبدأ وخاصة بمنطقتنا العربية التي يصعب بها أن تحصّل استقلاليتك بسهولة.
التعليقات