لكل منا قصة مع تخصصه الجامعي، بطلتها المادة الأصعب لديه، تمثل فوبيا للبعض، وجهها شاحب على الدوام، لا يتفق معها، ولو أخبره العالم أجمع بمدى سهولتها، لم يرتاح منها إلا بعد ان تخرج من أسوار الجامعة، والبعض الأخرى الى الأن في رحلة معاناة وتحدي معها، اسرد لنا قصتك مع أصعب مادة صادفتها في حياتك الجامعية، وهل استطعت التغلب عليها؟، إليك الخط...
وفقًا لتخصصك الجامعي، ما هي أصعب مادة صادفتها؟
قصّتي غريبة بعض الشيء ولكنّها حقيقية، كنت أدرس في جامعة دمشق الأدب الإنكليزي، قضيت السنة الأولى بسلام، صعدت إلى الثانية أيضاً كذلك إلى أن استلمت في ثالثة مادة إنشاء لدكتورة تقول لنا: لن تنجحوا! - أه هكذا بالعبارة الصريحة، للأمانة أنا ربما قد استفزّني الأمر جداً فرحت أدرس جداً تحضيراً لهذه المادة التي سأنجح بها غصباً، أي سأنجح رغم ما قالته، على أنني رسبت في المادة، اكتشفت أن علامتي كانت صفر! وهذا كان غريب جداً ولم استطع لحظتها بسبب قوانين الجامعة أن أرى ورقتي، وبسبب بيروقراطية شديدة تخلّيت عن طلب التظلّم، قدّمت مرّة ثانية وذات العلامة، صفر! ذهبت إلى مكتبها، استقبلتني بنزق وكأني واحد من أعدائها، ثمّ شرحت لي بأنّها حين تتحصّل على غلطين في الورقة تضع الصفر وهذه قواعدها!، قلت إذا سنلعب بقواعدها، درست بشكل هستيري لكي أتخلّص من هذه المادة على أنني أخذت صفر للمرّة الثالثة، كان الموضوع محبط جداً! لي وللكثير من أصدقائي، بعد عدّة أيام نظّمنا أنا وأصدقائي بعضنا وذهبنا إلى اصدقاء نعرفهم يعملون في القطاع الإعلامي وشرحنا لهم قصتنا، أخيراً تم إذاعة نسب النجاح لديها التي كحد أعلى كانت 4% فقط، شيء أشبه بفضيحة أو أمر مخزي، خاصّة بمقارنتها بأساتذة غيرها، نسب النجاح لديهم بذات المادة فوق 40% ، أيّام وأقيلت فوراً من منصبها، تخيّلي كم كانت نتيجتي بالتقديم الرابع والأخير؟ حصّلت 85 من أصل 100 درجة ونسب النجاح كانت 60%!
أرى أن المعلم هو من يحدد صعوبة المادة وسهولتها، فهناك معلمين نذكرهم على مدار سنين طويلة بالدعاء والامتنان على شروحهم وأسلوبهم الذي سهل علينا فهم المواد الدراسية وآخرون للأسف لا نرغب في تذكرهم لما سببوه لنا من معاناة لكي نفهم شروحاتهم.
فالمعلم هو حجر الأساس في ذلك أ/ ضياء. ألا توافقني الرأي؟
أوافقك 100% ولكن المعلّم برأيي هنا يأتي دوره كدور الفارس والمقاتل في الأيام السابقة، إن لم تدعمه الحكومة بالأسلحة والفرس والدروع والخطّة والتمويل والراحة لن يتمكّن من فعل أي شيء قيّم، المعلّم مثلاً بالمثل يحتاج إلى منهج محترم وذكي ويحتاج إلى نظام مالي يحميه من الفقر وخطّة حكومية واضحة للدارسة وبيئة مريحة ليعمل بها، كل ذلك يحتاجه وإذا لم يتحصّل عليه ستكون النتيجة مشابهة لما تعرضنا له.
أرى أن المعلم هو من يحدد صعوبة المادة وسهولتها، فهناك معلمين نذكرهم على مدار سنين طويلة بالدعاء والامتنان على شروحهم وأسلوبهم الذي سهل علينا فهم المواد الدراسية وآخرون للأسف لا نرغب في تذكرهم لما سببوه لنا من معاناة لكي نفهم شروحاتهم.
أتفق معك تماماً أ/ أحمد، بعد انتهاء فترتي الجامعية وعندما أتذكر بعض المعلمين أشعر بالسلبية وذلك بسبب سلبيتهم في التعامل معنا، كان بعضهم يقول لنا بشكل صريح " أنا رأيت معدلاتكم الفصل السابق واندهشت من ارتفاع الدرجات لدى معظكم ولكن خلال مقرري لن يحدث ذلك لأنني أحافظ على ما يسمي بمنحنى الدرجات"
في العرف الاكاديمي هناك نسبة ٢٠% ٨٠%
- أي مدرس نسبة النجاح بمادته أقل من ٢٠% يعتبر فاشل لانه فشل بايصال المعلومة والمهارة الكافية لانجاح طلابه
- أي مدرس نسبة نجاح طلابه اكثر من ٨٠% يتم التدقيق بأوراق الامتحانات للتأكد من ان طلابه كانو فعلا يستحقو النجاح وانه لا يعطي علامات اضافية
لا اعرف اذا كانت قانون مكتوب بالجامعة السورية ... ولكن ما كنت اعرفه أن هذا العرف ( قانون ) ينطبق فقط على الطلاب اللذين يقدمو الامتحان لأول مرة ... أما من يعيد ( لانه رسب بالمحاولة الاولى ) فيكون خارج الاحصاء
هذا القانون ليس مكتوب عندنا نحن أيضا في الجزائر، والغريب أيضا أننا نرى بعض الطلبة لا يرتادون الصف، ولكن في الأخير نجد علاماتهم ممتازة، كيف حدث ذلك لا نعلم، هذه التصرفات أظن أنها موجودة في الكثير من البلدان العربية ولم يعد سماعها مدهشا، وأظن أنهم هم السبب في التقليل من قيمة الشهادات الجامعية، لان من هب ودب أصبح يحصل عليها .
لا اعرف اذا كانت قانون مكتوب بالجامعة السورية ... ولكن ما كنت اعرفه أن هذا العرف ( قانون ) ينطبق فقط على الطلاب اللذين يقدمو الامتحان لأول مرة ... أما من يعيد ( لانه رسب بالمحاولة الاولى ) فيكون خارج الاحصاء
لا أعتقد أنّ هذا يُعمل به ضمن نظام جامعتنا إذ أنّ معظم المواد سواء في كلية الأدب الإنجليزي أو باقي الكليّات نسب نجاحها بين 5% ل 40% صدقاً من النادر أن أرى نسب أعلى، يبدو أنّ هذا هو السبب الذي يجعل موضوع الدراسة عندنا موضوع صعب ومرهق، هناك ميل إلى التشدد في مسألة الأسئلة وصرامة تدقيق إجاباتها.
التعليقات