إن الحياة بحلوها ومرها مرحلة ولابد من النجاح بها، ويكمن هذا النجاح في بساطة ما نقدمه وسهولته، ولكن البعض يعقد حياته كثيرًا فتصبح أكثر صعوبة. فبرأيكم ما هي تلك الأمور التي تزيد من صعوبة حياتنا والتي يمكن أن نصنعها بأيدينا؟
كيف بأيدينا نجعل حياتنا أكثر تعقيدًا؟
أرى أن هذه النظرة أيضًا يا خلود تعتمد على العصريّة. فنحن على سبيل المثال، من المرجّح جدًّا أن تنظر إلينا الأجيال القادمة بالنظرة نفسها، حيث يرون فينا الحياة الأسهل والقدرة الأقل تطلّبًا للتكيّف. وبالتالي فإن الخروج من مقارنة السهولة أمر حتمي بالنسبة إليّ. فإذا سألتيني عن الحياة بالنسبة إليّ مثلًا، فأنا لا أهتم حول ما إن كانت أسهل أو أصعب، لأنني قد لا أعبر الطريق إذا ما فكّرتُ في إمكانيّة ذلك ومدى إتاحته.
من المرجّح جدًّا أن تنظر إلينا الأجيال القادمة بالنظرة نفسها، حيث يرون فينا الحياة الأسهل والقدرة الأقل تطلّبًا للتكيّف. وبالتالي فإن الخروج من مقارنة السهولة أمر حتمي بالنسبة إليّ.
مع الاسف سيكون الامر كذلك بالفعل يا علي، ستكون حياة المستقبليين أصعب مما لذينا الان، ليس من جانب التسهيلات الحياتية والرفاهية المادية طبعا ، لكن من جانب المفاهيم الكبرى للحياة نفسها، وتصورنا حول المثالية والواقعية والمقبول والجيد ، هذا بالاضافة الى الصعوبات التي لم تتحملها البشرية من قب قط في مجال علاقة الانسان بالعالم، سيكون عليهم تحمل اخفاقات البشرية لالاف القرون، من حمولات عنصرية و مشاكل بيئية وندرة في الموارد وصعوبة في المناخ ...الخ.
مع الاسف سيكون للمستقبليين معنى اخر عن الحب والصداقة والاخوة التي ربما لن يعرفها على حقيقتها كثيرون، تعرف جيدا أن مستوى الرضى عن النفس ينخفض حسب الدراسات في القرن الأخير أكثر من اي وقت في تاريخ البشرية، لتغير المعايير الجمالية والمستوى النفسي...الخ، اليوم لا يمكن للرجل العادي الحصول على فرصىة للتزاوج بمرأة اعجب بها بدون تقيدات مالية وجمالية واجتماعية، قبل قرن قرن فقط كان الزواج ابسط من هذا، وقبل قرون فقط كان بإمكان أي رجل وامرأة ان يمارسا الجنس دون اي رادع وكان قرار تأسيس اسرة يمكن ان يكون في لمح البصر... اليوم الوصول الى بناء اسرة هو اصعب قرارا يمكن ان يتخذه اي فرد امرأة أو رجل قد يستغرف منك تنفيذه الى عشر سنوات وأكثر..
مع الاسف سيكون للمستقبليين معنى اخر عن الحب والصداقة والاخوة التي ربما لن يعرفها على حقيقتها كثيرون
لا أعتقد أننا سننتظر حدوث ذلك، فبالفعل يا خلود أصبح الجيل الجديد وخاصة الأطفال والمراهقين لا يعرفون الكثير من المعاني الجميلة، ويحاولون التحلي بصفات من وجهة نظرهم تدل على قوة الشخصية مثل العنصرية والتنمر في إطار مخفي، والسخرية من الغير كي يجذبوا انتباه الآخرين، وما إلى ذلك من صفات استعمرت الجيل القادم وستتحول إلى أمور عادية في الأجيال التي بعده.
التعليقات