في ظل القصة التي حظيت بإهتمام كبير حول العالم و هي قصة الفتى كوستا الصربي الذي كان يعاني من تنمر زملائه عليه, أرى أنها قد منحتنا أبعادا أخرى حول ردة فعل العامة و كيف تختلف العقليات من حيث تبين ما هو الصواب و ما الخطأ في القضية و التي تظهر لنا حقيقة المجتمع. بعيدا عن كل هذه الردود و الأراء ما رأيكم في قضية كوستا ؟ و أين تتجلى العدالة في حقها ؟؟
دماء المتنمرين تطفوا فوق دموع كوستا المنتقم.
دائما ما كنت أقول إن هذا العالم بحاجة إلى أن نمنحه الكثير من الحب والقليل من الحقد. فالحب يعيد الحياة لجميع الأشياء حتى لما ظنناه يوما ميتا. وأما الحقد فهو يعبث بنظامنا وبكيمياء دماغنا فيصيبنا بالخلل حتى نعجز عن إصلاحه... نعم لهذه الدرجة يتشبث بنا حتى وإن قررنا التخلي عنا فلا هو يفارقنا ولا نحن نقول على فراقه. هذا الطفل لم ينقصه شيء ولم يكن ذو أمراض نفسية إلا أنه كان بحاجة لمن يحبه, ولكنه لم يجد ذلك . فلم يدر كيف يتصرف إلا بمن يقتل. هذا الطفل يمثل نموذجا لما يمكن للحقد أن يصنعه وهو حقد أترابه الذين بدل أن يمنحوه الحب منحوه الخذلان والأسى.
فعلا, هذا هو المشكل الجوهري في القضية لكن ما عسانا أن نفعل نحن ال8 مليار لسنا كلنا أخيار, لكن في هذه الحالة و بما أن المتنمرين هم كذلك مجرد أطفال لا يمكننا إقناعهم جميعا بأن ينتشر الحب فيما بينهم و أن يضلوا على ذلك غير أنه يمكننا ضبط تلك الفئة المستعصية و إبعادها عن إيذاء البقية من خلال أساليب و سلوكيات تربوية تليق و تتناسب مع أعمارهم.
التعليقات