يمرُّ اليوم الأوّل من العيد، وتغصُّ جميع مقابر البلدان العربية بالزوّار، لزيارة كل من فقدوا، الغرابة أنّ هذا الأمر يحصل في عيد مخصص للفرح ولذلك أسأل: ما رأيك بزيارة المقابر أوّل أيام العيد؟ عادة كئيبة يجب التخلص منها أو عرف مجتمعي مهم من الأفضل الحفاظ عليه؟
ما رأيك بزيارة المقابر أوّل أيام العيد؟ عادة كئيبة يجب التخلص منها أو عرف مجتمعي مهم من الأفضل الحفاظ عليه؟
أفضل من البكاء والولولة
حتى ولو كانت زيارة صامتة لا يلغي هذا تأثيرها السلبي على النفس، استذكار الموت في اللحظة التي يجب على الإنسان فيها أن يذكر الحياة وما فيها من نعم وطيّبات وراحة. برأي حضرتك هل يمكننا التصدّي لهذه العادة الكئيبة بالكلام السلبي عن هذا التقليد أو الأمر أصعب من هذه الممارسات ومتغلغل جداً في أفهمامنا؟
للأسف الأمور متعقدة جدًا، كالكثير من الامور الأخرى التي لها اعتقاد خاطئ بخصوص الأمر ذاته، فلو أتيت لتقنع جدة أن الحزن على الميت ثلاث أيام والأصل مواصلة الحياة والدعاء له وصلته بالصدقات لا تقتنع من الخروج من المنزل قبل السنوية وكأن هذا دين جديد.
المخلفات الفكرية القديمة صعبة التخلص إلا لو وضع الشخص الأساس الديني للفصل بالأمر تحل القصة دون ذلك " هذا ما وجدنا عليه آبائنا"
هذا ما وجدنا عليه آبائنا
تأشيرة عظيمة بحق، هذه عقدتنا الحقيقة في مسألة التعليم والتعلّم، بالحياة، بممارسة أعمالنا وروتين حياتنا، حتى في طعامنا ولباسنا وطريقة البناء وحل مشكلاتنا، حتى في الحزن والموت، بكل شيء نقول ولو بشكل مباشر: هذا ما وجدنا عليه آبائنا.
للأسف، ولكن أبشرك يا ضياء يخرج الأن جيلًا لا يؤمن بأجداده لديه معتقدات غربية بحتة وللأسف لذلك، أعتقد أن فئة هذا ما وجدنا عليه آبائنا ستكون أرحم مما سوف نشاهده.
لا أتفق في الحقيقة مع هذه التخوّفات بالنسبة للمستقبل، ما أراه شباناً مثلنا، مثلي ومثل ومثل الأصدقاء، شبّان مهتمين بمجتمعات تعددية تؤمن بحق الجميع على انتخاب طريقة حياته بالشكل الافضل، وبالإضافة إلى أنني لا أملك أي تخوّف من الأفكار الغربية، أرى أنّها تعمر بلدانهم، يكفينا أن نعاين ونتفكّر بخاطبهم وننتخب الأفضل والأصلح لنا دائماً.
التعليقات