اصعب سؤال قد يواجهه هو من أنا ، خصوصا عندما يوضع أمام الامر الواقع بأن عليه معرفة ذاته من أجل تحقيق حلمه والوصول للنجاح والسعادة.
فكيف يعرف الإنسان نفسه؟ هل تعرف من أنت؟
منذ الاف السنين والمحاولات مستمرة لتمكين الإنسان من معرفة نفسه، فكثيرا ما أسمع مقولة سقراط "اعرف نفسك بنفسك" لكني لم أحاول من قبل الوقوف عندها أو تحليلها..
لكن طالما وجدت هنا فرصة للتعمق بها؛ فدعيني أفرق بين جانبين من الشخصية الإنسانية، الجانب التطوري الواعي، والجانب الغريزي اللاواعي، طبعا إن صح هذا التفريق.
فاذا حاولت معرفة نفسي، سأجد أنني قد أعرف طريقة تفكيري، وعاداتي، وأحيانا أتوقع طريقة سلوكي وتعاملي ببعض المواقف.
أما الجانب اللاواعي القائم على النظم النفسية والعقلية الباطنية، فأعتقد أن ذلك لم يتمكن معظم البشر من إدراكه حتى الآن.
هذه فرصة جيدة بالفعل، ليس فقط لمناقشة هذه الفكرة بل لاعادة فهم علاقة العبارة بمعارفنا السابقة وتوقعاتنا عنها.
الحقيقة ان اعرف نفسك بنفسك هي جملة لم تقل في معرفة النفس حقيقة بل في منهج المعرفة ، فسقراط لم يقصد بها ان يعرف الانسان ذاته بل أن المعرفة موجودة فينا وانها لا توجد في عوالم اخرى وليس علينا الا استبطان انفسنا لمعرفة الحقائق الممكن معرفتها.
اما معرفة النفس بالمفهوم الذثي جاءت به التنمية البشرية فهو في رأيي واحد من التعجيزات التي يريد البشر ان يخلقوها لانفسهم، ودائما ما اسأل، هل البشر السعداء الناجحون في قرون خلت كلهم عرفوا أنفسهم؟ قطعا لا ، لكنهم عرفوا الحياة بحق وهذا الاكيد .
وماهي النقاط التي حقا عليك ان تعرفها في نفسك ؟ هل الشغف كاف لتحكم على معرفة نفسك؟ ماذا لوقلنا ان هذا الشغف متغيير؟ هل نقاط القوة والضعف هي من تعرفك بنفسك؟ هي أيضا متغيرة ؟ اين الحل اذن؟ ماهي معرفة النفس على الحقيقة إذا كانت الذات نفسها في تغير مستمر ودائم؟
نقاط القوة والضعف هي من تعرفك بنفسك؟ هي أيضا متغيرة ؟
برأيي معرفتها ستفيدنا حقا؛ فعندما أعرف نقاط ضعفي سأعمل على تقويتها، أو على الأقل اجتناب ما يؤثر عليها.. كذلك معرفتي بنقاط قوتي، ستلزمني للتقدم بثقة نحو ما اجيده، سواء عمل أو غيره..
وفيما يخص التغير المستمر لطبيعة وشخصية الإنسان؛ فيمكننا أن نحاول دراسة معرفة أنفسنا بشكل متجد، لمواكبة ذلك التغير.
التعليقات