للمدارس المختلطة فوائدها وإيجابياتها على الأطفال و المراهقين، و للمدارس غير المختلطة كذلك إيجابياتها، فبرأيكم أيهما أفضل؟
أيهما أفضل برأيكم المدارس المختلطة أم غير المختلطة؟
لا أعتقد أن هذا الحكم دقيق فالإحصائيات تثبت العكس، ففي أكثر المجتمعات انفتاحاً واختلاطاً بين الجنسين تكثر جرائم الإعتداءات بين الجنسين بشكل يفوق مجتمعاتنا حتى لدرجة أستطيع وصفها بالفوضى .. إذاً السبب في تلك الحوادث ليس فصل الجنسين إنما هناك خلل آخر .
من حسنات دولنا الإسلامية المطبقة لنظام الفصل بين الجنسين أنها لم تصل لهذا الحد من الإجرام بعد :
كشفت وزارة الداخلية الفرنسية عن زيادة في معدل جرائم الاغتصاب المبلغ عنها سنة 2020 بنسبة 11% ليصبح المعدل 3 حالات مبلغ عنها في الساعة
وكانت "الوطن" حصلت على إحصاءات صادمة تتعلق بحالات الاغتصاب والتحرش الجنسي في فرنسا بينها حدوث حالة اعتداء جنسي كل 55 ثانية، ووقوع 48 ألف امرأة ضحايا للاغتصاب خلال عام واحد، إضافة إلى أن فرنسية من بين كل 5 يتعرضن للتحرش أثناء العمل، إضافة إلى أن 80% من طلاب المدارس بفرنسا تعرضوا للتحرش.
في فرنسا حيث يوجد اختلاط كل شيء واضح للعلن ومكشوف ويمكن مراقبته أما في السر فأنت لا تدرك ما يحصل في دولنا الإسلامية الفتيات يتعرضن للتحرش ولا يبلغن الشرطة أو أي أحد وإلا تم تزويجها بالمتحرش أو حتى قتلها كغسل للعار! لذا ببساطة أنت تقارنين حال بلد به إحصائيات دقيقة مع بلدان لا يمكن إحصائها أساسًا بسبب درجة التستر الكبيرة إذ حتى إن أحصيت فسيشكك في صحتها بدرجة كبيرة.
إن مجتمعنا لا يتعامل بطريقة جيدة أبدا مع من يعلن أنه تم التحرش به وهذا السبب الذي جعلني أنا شخصيا وأختي (التي لا تعلم أني أعلم) لا نعلن أنه تم التحرش بي وبها من قبل إبن عمي. وهذا حال كثيرين أمثالنا (هنالك سؤال على كورا عن موضوع التحرش ستجدين أن جل الإجابات بهوية مجهولة وجلها يقول/تقول فيها الضحية أنه/أنها أبقى الأمر سرًا) الآن قارني هذا مع الدول الأوروبية حيث ما أن يتعرض ذكر أم أنثى للتحرش فيذهب مباشرة لمركز الشرطة ويبلغ والديه ويتم رعايته جسديا ونفسيا عن طريق طبيب نفسي. الإحصائيات شيء خطر وإن وضع افتراضات خاطئة سيؤدي بنا إلى نتائج كارثية.
حسناً ما الفائدة من أن يكون كل شيء مكشوف في فرنسا ؟ هل ينفي ذلك الإحصائيات الجنونية والإنتهاكات التي تتعرض لها النساء في تلك الدول ؟ بالطبع لا .. دعنا نستثني الدول الإسلامية من الموضوع ونلغي المقارنة تماماً .. هل أثبتت لنا فرنسا أن أنظمتها تتمتع بالكفاءة في حفظ أمان النساء والطلاب في المدارس ؟ لا .
ما أعنيه هنا أنه حتى الدول المنفتحة التي تطبق الإختلاط في المدارس تعاني من هذه المشاكل، أي أن نظام الإختلاط لا يعطيها امتيازاً يذكر .
أي أن نظام الإختلاط لا يعطيها امتيازاً يذكر .
مجدداً إن عدم معرفتنا الحال في الدول التي تتبع النظام المنفصل يمنعنا من الجزم أن فرنسا أو غيرها من الدول التي تتبع النظام المختلط هي أسوأ أم أفضل حالًا من الأولى وعلى هذا لا نعرف إذا كان لديها امتيازٌ أم لا.
إن الأمر مشابه لموضوع المخدرات هنالك دول تجعل المخدرات قانونية لكي يتم تعاطيها على العلن بالتالي يسمح لهم بمراقبة المتعاطين والتعامل معهم وتوفير العلاج وغيره في المقابل هنالك دول تجعله أمر غير قانوني مما ينشر عصابات تتاجر فيها بشكل سيء وغير نظامي والمتعاطين يتهربون من العلاج وأمور أخرى كثيرة. (عرضت الأمر بطريقة سطحية مبالغ بها يمكن الاطلاع على هذا الموضوع وستجديه مشابه جدا لما نناقشه هنا).
الاحصائيات في بلد مثل فرنسا وغيرها إحصائيات طبيعية، ويتم معالجتها ، والقوانين فعالة وسارية على الجميع، و العواقب على الفتيات أقل بل وغير موجودة ولذا لا يمكننا المقارنة
ثم لماذا نقارن، قد تكون فرنسا أو غيرها دول سيئة ألا نطمح نحن لتحسين منظوماتنا التعليمية و الفكرية ومناهجنا التدريسي التي تعزز الفصل الجندري والعنصرية المبنية على النوع الاجتماعي يا تقوى؟!
لم يكن غرضي المقارنة لإثبات أننا أفضل بل كان فقط للتوضيح بأن التحجج بأن التعليم المختلط يخرج لنا جيل أكثر رقياً وتسامحاً في التعامل مع الجنس الآخر هي مجرد حجج واهية، ها هم يعيشون حياة الاختلاط منذ الصغر وحالهم كحالنا بل قد يكون أسوء .
ألا نطمح نحن لتحسين منظوماتنا التعليمية و الفكرية ومناهجنا التدريسي التي تعزز الفصل الجندري والعنصرية المبنية على النوع الاجتماعي يا تقوى؟!
إن منشأ هذه الأفكار منذ البداية هي الأسرة والتربية وما المنظومة التعليمية إلا عامل تغذية لهذه الأفكار، فإذا أردنا حل المشكلة لابد لنا من العودة إلى جذورها .
ثم إن التعليم غير المختلط ليس عنصرية أو ما شابه، بل قد يكون وضع الشخص المناسب في المكان المناسب فقط .
التعليقات