أمر لاحظته كثيرا في الحياة اليومية، من خلال الإعلانات أو علب المنتجات أن بعض المنتجات يحذر صاحبها من استعمالها لكن رغم ذلك تقلى إقبال كبير، وأهم مثال في ذلك علب السجائر رغم أنه في العلبة مكتوب التدخين مضر بالصحة إلا أن أعداد إحصائيات المدخنين دائما تكون بأرقام خيالية، هل هذا الأمر عنده علاقة بالنفس البشرية وهذه حيلة تستخدم في زيادة المبيعات أو الأمر مجرد صدفة؟
لماذا المنتجات أو الاعلانات التي تنصح بالعكس يكون عليها اقبال كبير؟
أختلف معكِ يا دعاء في هذا الصدد، فأنا لا أرى أن الأمر قائم على رغبتنا الدائمة في الممنوع بقدر ما هو قائم على الترويج لمفاهيم موازية تتغلّب على رغبتنا في الحفاظ على صحّتنا، فاقتران السجائر على سبيل المثال بمفاهيم مثل النضوج والذكورة المفرطة لدى الذكور أو الحرية لدى الإناث قد تكون حجرًا أساسيًا في ممارسة العديد من الأشخاص لهذه العادات، بالإضافة طبعًا إلى الإدمان الكيميائي لمركّب النيكوتين. إلى جانب ذلك يمكننا أن نضيف المزيد، مثل الإدمان الشعري للسجائر، أو الشعور بأنها تفرّغ الكبت العاطفي والعصبي.. إلخ. كل هذه المفاهيم الوهمية قد تكون أسبابًا مباشرة وغير مباشرة لإدمان التدخين. لكنني لا أرى الأمر ببساطة أننا نرغب في الممنوع.
هناك العديد من السيدات توجهن للتدخين وهذا لأن الممنوع مرغوب، رغم انه لا توجد إعلانات موجهة للسيدات وأصبح الشائع الآن في المسلسلات العربية ظهور المرأة المدخنة التي تفرغ غضبها في السيجارة.
فهو ممنوع في مجتماعتنا وأيضاً يعتبر "عيب" على الفتاة أو السيدة شرب السيجارة رغم انها تحقق نفس "النشوة" للرجل وبما أن الممنوع مرغوب ترى أنه انتشرت نسبة النساء المدخنات في مجتماعتنا.
ما رأيك في ذلك؟
ما رأيك في ذلك؟
هذا لا يتعارض مع رأيي يا دعاء، فأنا أقول أن هنالك نسبة بالتأكيد تمارس العديد من العادات بهذه الطريقة، لا التدخين فقط، والأمر يمكننا أن نطبقّه أو نفسّر به الكثير من العادات والسلوكيات، من الأطفال والبالغين، فالمسألة ليست مقتصرة على التسويق والترويجي الرأسمالي. لكن ما عنيته أن الأمر في حد ذاته داخل عجلة التسويق أكثر تعقيدًا وتطورًا من هذا المنظور.
التعليقات