ظلت فكرة الكتابة تراودني لأشهر حتى قررت تجربتها. فما الذي يجذبنا نحو الكتابة؟ هل أوقات الخلوة بأنفسنا هي التي تشدنا نحو ذلك فيصير الورق رفيقنا الوحيد الذي نتحدث معه عن كل مايختمر في صدورنا؟ أم أن للكتابة دوافع أخرى قد تختلف حسب الزمان والمكان وحتى الأشخاص؟
هل الكتابة رفيق الوحيد؟
كتب شكسبير لأجل المال، وكتب جابرييل جارسيا ماركيز لأجل أن يعيش وكتب بوكوفسكي تحت تأثير الخمر وكتب ديستويفسكي ليعبر عن الإنسان وكتب كافكا ليمارس جنونه وكتب هوجو ليؤرخ المأساة الإنسانية.
غرض الكتابة قد يختلف من إنسانٍ لآخر وإن ما يدفع الإنسان للكتابة، ليس شرطاً أن تكون الموهبة، بل قد يكون إرادة التعبير عن نفسه ومكنوناتها وما يعتمل فيها من مشاعرٍ ومخاوف.
فالكتابة وإن كانت مجرد خربشات على الورق، فإنها قادرة أن تخفف عن الإنسان وطأة ضيقه وحزنه، وتشعره بأن ثمة من يستمع إليه دون أن ينقطع أو يمل، وتكون تلك طريقة مجدية في التخفيف عن الإنسان وإخراج كبته ولو في صورة غير كاملة.
فمهما ابتكر الإنسان من طرق للتخفيف عن نفسه، فإنه لن يستغني أبداً عن وجود شخص بجانبه يشعر بما يمر به ويقاسمه لحظاته بحلوها ومرها. ويحكي له ما يحزنه ويؤرق مضجعه.
ولكني أرى أفضل دافع للكتابة، أن يكون الإنسان مؤمن بقضية معينة ويدافع عنها بقلمه ويكون له مؤلفات ومشروع يقضي فيه عمره دون أن يتنازل.
وهذا هو هدفي من الكتابة.
التعليقات