أثناء اجتماعاتنا العائلية نسمع كلام من قبيل "أنتم جيل الشباب الجديد لا تتحملوا أي شيء وتريدون كل شيء على طبق من فضة" فهل حقًا هناك فرق بين جيل الثمانينيات والتسعينيات وما بعدهما وبين الجيل الأقدم من ذلك.. هل الأجيال الشابة لا تتحمل مصاعب الحياة مثل الأجيال السابقة؟
هل الأجيال الشابة لا تتحمل مصاعب الحياة مثل الأجيال السابقة؟
هل الأجيال الشابة لا تتحمل مصاعب الحياة مثل الأجيال السابقة؟
نعم ولا.
هيا نأخذها من الناحية الجسدية (اللياقة والقوة البدنية): كانوا أقوى ونشاطهم أكبر بكثير من الوقت الحالي، بل وألاحظ ذلك حتى في فئة كبار السن الحاليين. وحتى إن عدنا لعصور أسبق من ذلك وقبل وجود مواسير مياه ووصولها للمنازل، كان من الطبيعي أن يذهب أي شخص لأقرب مصدر للمياه الجوفية حاملًا معه مجموعة من الجرادل للحصول على مياه، وقد يكون هذا المصدر أبعد بعدة كيلومترات. لا أحد الآن لديه نفس اللياقة، بل ونلاحظ أن أغلب المهن كانت تعتمد على الجسد، الآن الآلات حلّت مكان الجسد، فانخفضت لياقتنا مقارنة بالعصور الأسبق؛ فمصدر الدخل وبالتالي عيش حياة جيدة أصبح يعتمد بشكل أكبر على العقل بدلًا من الجسد، وإن كان في العصر الحالي مهن تعتمد على الجسد والحركة فسريعًا ما ستزول في الأعوام القادمة.
لذا، بدنيًا أصبحنا أسوأ، ولكن هذا لأن العامل البدني لم يعد الأكثر أهمية.
لنأخذها من ناحية ثانية وهي تحمُّل المسؤولية: لا امتلك رأيًا واضحًا حول ذلك وأظن الأمر لم يختلف. منذ زمن كان أيضًا هناك فئة تتحمل المسؤولية أكثر من الأخرى، وكذلك في العصر الحالي.
لذا، اجمالًا أرى أن الأجيال السابقة تتفوق في الناحية البدنية فقط وربما الاجتماعية، ولكن من الناحية الفكرية فالأجيال الحالية تتفوق. نحن الآن في عصر نحتاج فيه للعقل أكثر من أي وقت مضى، وهذا لا يعني عدم الاهتمام بالناحية البدنية. لذا، فكرة "جيل كسول" صحيحة نسبيًا إن كان المقصود هو الكسل البدني، إذ أصبحنا بحاجة أقل لحركة الجسد وأكثر حاجة لحركة العقل لأجل كسب العيش.
لعل تعليقي تطرق لأمور أخرى بخلاف تحمل المسؤولية، ولكن ارتأيت إيضاح وجهة نظري تجاه تلك العبارات المنتشرة.
التعليقات