عزيزي السيد "ميم"
هذه الرسالةُ إحدى رسائلي المنسيَّةِ والمتروكةِ بين طيَّاتِ كتابٍ قديم. أعلم أنَّ الوضعَ غيرُ مستقرٍّ، وأنَّ روحكَ الحُرَّةَ تتأرجحُ بين آلامِ الفقدِ تارةً وبين مرارةِ الشوقِ تارةً أخرى! يصلُ إليَّ أنَّكَ تحاولُ أن تتأقلمَ بشتى الطرق، وهذا ليس بغريبٍ على شخصٍ مثلك.
بالأمس، قرَّرتُ الرحيلَ أيضًا. أشعرُ أنَّ وجهتي مضطربةٌ، وأنني بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى أطنانٍ من المرونة. قلبي يأبى التأقلم، مثلك تمامًا. أتذكَّرُ كلماتِ ذاتي اليائسة، عندما كانت تحاولُ تكبيلي:
أن تتأقلمَ يعني أنَّكَ،
مخادعٌ بارعٌ جدًا،
تخدعُ ذاتَكَ الطيبةَ،
وتُعَنِّفُ قلبَكَ القاسي.
أن تتأقلمَ يعني أنَّكَ،
تُخفي حقيقةَ أمرِكَ،
تكتمُ شوقًا في صدرِكَ،
تُضاعِفُ جحيمَ روحِكَ.
ثم بصورةٍ ضبابيَّة، أتساءل: ماذا لو كانت بين حروفِ كلمةِ "يتأقلم" قوةٌ خفيَّة؟ ماذا لو كان المتأقلمُ هو الشخصَ الوحيدَ الذي تحتوي روحُه على أطنانٍ من المرونة؟ وبصداعٍ مفرطٍ أتساءلُ مرةً أخرى: ماذا لو كان التأقلمُ إحدى مرادفاتِ المرونة؟ يهدأ دورانُ رأسي قليلًا وأنا أستمعُ لكلماتِ ذاتي الطيبةِ وهي تُحدِّثني قائلةً:
أن تتأقلمَ يعني أنَّكَ،
محاربٌ ماهرٌ جدًا،
تتحلَّى بالصبرِ على وضعٍ جديد،
وبالقوةِ الكبيرةِ لتعلُّمِ درسٍ جديد.
أن تتأقلمَ يعني أنَّكَ،
مقاتلٌ شديدُ الخطورةِ،
تستنشقُ نفحاتِ المرونة،
وتستعدُّ للمغادرةِ في حالةِ الضرورة.
#فاطمة_شجيع
التعليقات