أَشْرِقْ بفكرِكَ إنَّ الليلَ يَنْفَصِلُ

وارفَعْ بيارقَ وَعيٍ شُعَّها الأَمَلُ

واجعلْ من الفكر نارًا لا يطَفِّئُها

ريحُ التباسٍ، فبرهانُ الضيا جَلَلُ

يا نَبْضَ إنسانِ هذا العَصْرِ مُتَّقِدٌ

سِرْ، فالحياةُ لمنْ بالوعيِ يعتدلُ

أوقدْ لها الفكرُ لا يَخبو لهُ شُعَلُ

وسِرْ بها العزمُ إنَّ الحقَّ مُكْتَمَلُ

وارفَعْ لها الرايةَ العُليا فإنَّ لها

تاريخَ مجدٍ على الأزمانِ يَتَّصِلُ

وابنِ الحقيقةَ من فكر ومنْ عَمَلٍ

فالعقلُ مَأمَنةٌ إنْ ضلَّتِ السُّبُلُ

واحمِلْ لواءَ العُلا عقلًا ومَعرفةً

فالعِلمُ مِسراهُ والإبداعِ مقتبِلُ

وازرَعْ من الحُلمِ أبوابًا لمملكةٍ

فالدهرُ يُنصِتُ إنْ أوحيتَ ما يَصِلُ

وانهضْ على سُلَّمِ الأفكارِ مُعْتَليا

فالعقلُ أمضى من الأبطالِ إنْ عَمِلُوا

واهتِفْ، فصوتُ الحقيقةِ لا يغيب إذا

نادى به الحُرُّ من أعماقة البطلُ

واطلق من الروحِ ما يسمو به أملٌ

فالعمرُ يولد إذْ تُروى لهُ السُّبُلُ

يا أيُّها الفكرُ سِرْ بالحلم مُتَّزِنًا

فالعزمُ فيكَ، ومِنكَ المجدُ يَنْتَقِلُ

وانظُرْ إلى الكونِ، كمْ في صمتِهِ عِبَرٌ

تجلو بها النفسُ إنْ أرهقْتَها الجَدَلُ

فالعقلُ إنْ غاب أو عميت بصيرتُهُ

ضاعَ الهدى، واندثر التَّاريخُ والأمَلُ

وسيبقى الفكرُ رغمَ الليلِ مُتَّقِدًا

يُهدي العقولَ إذا ما أظلمَ السُّبُلُ

فانهضْ بفكرِكَ إنَّ المجدَ يُكتَبُهُ

منْ في ضميرِ الدُّجى قد أوقدَ العَمَلُ