النارُ أَهونُ من رُكوبِ العارِ
وَالعارُ يُدخُلُ أَهلَهُ في النارِ
وَالعارُ في رَجُلٍ يَبيتُ وَجارُهُ
طاوي الحَشى مُتَمَزِّقُ الأَطمارِ
وَالعارُ في هَضمِ الضَعيفِ وَظُلمِهِ
وَإِقامةِ الأَخيارِ بِالأَشرارِ
تجاهل جارٍ جائع أو ظلم ضعيف أو مساواة الأخيار بالأشرار عارًا يفوق لهيب النار في قسوته، وما يجعل تلك الأبيات مذهلة هو قدرتها على لمس وجداننا اليوم، في زمن قد نرى فيه الجار مثلاً في غزة يعاني بصمت ويقتل ويجوع ويستنجد بنا مستنصراً بالدين وبالأخلاق والإنسانية بينما ننشغل بشاشاتنا، أو في بلادنا حيث القوانين لا تطبق سوى على الضعفاء والمهمشين لأن الضعيف يُهضم حقه تحت وطأة الأقوياء، فكأنك من خلال الأبيات تصرخ : "استيقظوا، فالعار ليس في الفقر أو الضعف، بل في السكوت عنه!"، لكن ربما تكمن قوة هذه الأبيات في بساطتها المطلقة التي قد تبدو مثالية أحيانًا، إذ كيف نطبق هذا المبدأ في عالم معقد حيث الحدود بين الخير والشر، أو العار والشرف، قد تتشابك؟
التعليقات